آخر تحديث :الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 11:04 م

كتابات واقلام


اهمية استقلال دولة الجنوب للسعودية والخليج

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - الساعة 10:04 م

اديب السيد
بقلم: اديب السيد - ارشيف الكاتب


هناك ابعاد جيوسياسية مهمة واستراتجية، تحتم ضرورة استقلال دولة الجنو، واتهاء ما تسمى الوحدة اليمنية.
ذلك بعيدا عن الجرائم المتتالية منذ 1990، والعبث والنهب والاغتيالات وااتصفيات والممارسات والاتتهاكات والحصار والتجويع، كجرائم استهدفت شعب الجنوب.

فاستقلال دولة الجنوب، ومحاولات ترويج قوى الشمال لفكرة أن المساس بالوحدة اليمنية خطر على السعودية والخليج، وان “الوحدة ضرورة لحماية السعودية” أصبح وهماً سياسياً؛ لأن استمرارها يعني أن إيران ستتحكم بالجنوب وبالممرات البحرية الاستراتيجية، وهو ما يشكل الخطر الأكبر على المملكة والمنطقة، بينما تمثل استعادة دولة الجنوب حاجزاً عربياً صلباً يمنع سقوط الإقليم بيد المشاريع الإيرانية والاخوانيو والارهابية

شعب الجنوب اليوم قرر ان ينهي العبث، ويحسم الموقف، لانه لم يعد هناك من سبب او حاجة للتأني، يملك عوامل موضوعية تجهل من دولة الجنوب صمام امان لحماية الامن القومي للجميع.. ويطالب شعب الجنوب مجلسه الانتقالي بقيادة الرئيس القائد المناضل عيدروس الزبيدي، بسرعة اعلان استقلال دولة الجنوب لانقاذ الجميع من كوارث لا نهاية لها.

الوحدة التي يتشبث بها المسؤولين الشماليين او احزابها اليوم، لم تعد مشروعاً عربياً،، كما زعن القومجيين، بل هي غطاءً لهيمنة إيرانية تمتد جنوباً نحو باب المندب والبحر العربي، ما يجعل بقاءها تهديداً مباشراً للأمن القومي السعودي والخليجي.

فلا السعودية ولا الإمارات من فرّط بالوحدة، بل اليمنيين الشماليين الذين دمروها منذ حرب 1994 واتخذوا اسمها وسيلة للنهب وأداة لارتكاب الحرائم والاغتيالات والتصفيات وإخضاع الجنوب. وعندما ظهر الخطر الإيراني، سلّموا محافظاتهم للحوثيين دون قتال، واصطفوا سياسياً وعملياً مع مشروع طهران، بينما استنزفوا التحالف تحت شعار “حماية الوحدة” وهم عاجزون عن تحرير مديرية واحدة من هيمنة إيران.

في المقابل، كان الجنوب الجبهة العربية الوحيدة التي واجهت مشروع إيران والحق اشد هزيمة به، وبالارهاب القاعدي والاخواني والعفاشي، وعمل شعب الجنوب على تحقيق الاستقرار الأمني بجهود أبنائه وتضحياته، بينما بقي الشمال رهينة للحوثي. لذلك لا يمكن تحميل التحالف مسؤولية اتجاه الجنوب نحو استعادة دولته؛ فالتحالف تمسّك بخيار الوحدة بينما تخلى عنها الشماليون وخانوها، فيما الجنوب قدّم دماءه دفاعاً عن هويته العربية وعن أمن الخليج.

المرحلة تغيّرت، والواقع انتهى إلى نتيجة واضحة: الشمال تحت الهيمنة الإيرانية، والجنوب يمتلك الإرادة والقدرة على بناء دولته واستعادة مكانته. فحماية أمن السعودية والخليج لم تعد مرتبطة بوحدة يمنية منهارة، بل بدعم جنوب عربي مستقل يشكل خط الدفاع الأول عن هوية المنطقة واستقرارها.

استقلال الجنوب لم يعد احتمالاً سياسياً، بل اتجاهاً حتمياً فرضته العوامل الموضوعية،ة والحقائق على الأرض، وسيمضي إليه شعب الجنوب مهما كانت الظروف والتحديات، ولن يستطيع احد ايقافه او اعتراض طريقه،، لأنه الطريق الوحيد لحماية الجنوب… ولحماية الخليج أيضاً.

#اديب_السيد