آخر تحديث :الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 11:40 م

كتابات واقلام


الجنوبيون وحدهم كفيلون بحسم امرهم على ارضهم

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - الساعة 11:04 م

علي صالح محمد
بقلم: علي صالح محمد - ارشيف الكاتب


توقعات وخواطر :
علي صالح محمد Ali Alyafeai

حتى لا يلدغ المؤمن من الجحر مرات، فانه بمقتل علي عبدالله صالح تنتقل مراحل الثأر السياسي والصراع في صنعاء وشمال اليمن الى مراحل قد تمتد لتشمل مساحات واسعة في البلاد وفقا لحجم تواجد كل قوى الصراع وتأثيرها ،فمن جانب سيتم اغفال صفحة دامت اكثر من ثلاثة وثلاثين عاما ، وبالمقابل فتح صفحة صراع وثأر سياسية جديدة محكومة بقانون تبادل الأدوار بين المستبد والمستضعف والتي بدأت ملامحها للبروز على الواقع في ٢١/سبتمبر ٢٠١٤ ،
ومعلوم ان كل شجرة صراع تؤسس لشجرة صراع طالما لم تحقق تسوية عادلة حقيقية ، وبمقتل علي عبدالله صالح تكون حركة الحوثي قد وصلت الى أوج ذروتها في صراعها لتؤسس لمرحلة صراع جديدة .
وبالنظر الى موقف القوى المنسحبة والمهزومة منذ ثلاثة اعوام من ساحة الصراع في الشمال والتي اتجهت جهويا و مذهبيا وطائفيا لتعلن الحرب من ساحات الجنوبيين ثلاثة اعوام ، وهي الساحات التي شهدت الغزو والاجتياح والصراع والدمار والتدمير ،وبالوقت ذاته هي الساحات التي لم تعيش بعد حالات وأوضاع التحرر الفعلي رغم انها بقواها الحقيقية المقاومة هي من دحر الغزو ، وبقاء هذه المناطق تعاني من الدمار المادي والتدمير الممنهج لكل انواع الاستقرار والخدمات ضمن منهج الحكومة كما عبر عن ذلك رئيس وزراءها ووزير خارجية الشرعية في اكثر من مناسبة، فإنها كما يبدو المرشحة مجددا لمزيد من الأزمات ، لانها اصبحت الوجهة الوحيدة لقوى الصراع المهزومة بعد هزيمة اخر رموزهم القوية، ليفقدوا الامل مجددا في مناطق الشمال وهي مناطق نفوذ الحوثي وانصاره بعد ثلاثة اعوام من عدم القدرة على تحقيق اي تقدم في تلك المناطق رغم كل الدعم المهول من دول التحالف .

اليوم امام كل قوى الجنوب مهمة استثنائية في استيعاب ووعي ما يجري وحسم امرهم على ارضهم وعدم السماح لاحد بتقرير مصيرهم مجددا من الداخل او من الخارج باي شكل من أشكال التبعية ومصادرة حق القرار لوجودهم على ارضهم بعد هذه التضحيات الكبيرة ، وحدة قوى الجنوب هي الضامن لرسم معالم المسقبل على ارض الجنوب وإقامة علاقات تبادل منافع واحترام وتعايش وتكامل مع الجميع ...
ولا يجوز ان يلدغ المؤمن من الجحر مرات .
5/12/2017