آخر تحديث :الجمعة - 12 ديسمبر 2025 - 12:07 ص

كتابات واقلام


الإخوان والخطر الحقيقي على السعودية .. متى تدرك الرياض هذه الحقيقة؟

الخميس - 11 ديسمبر 2025 - الساعة 11:34 م

صالح حقروص
بقلم: صالح حقروص - ارشيف الكاتب


لا يمكن السكوت بعد الآن: الإخوان يمارسون الخداع المستمر تجاه المملكة العربية السعودية، والسؤال الذي يفرض نفسه: متى ستدرك الرياض أن هؤلاء لن يقاتلوا الحوثي أبدًا؟

السعودية هي الضامن لاتفاق الرياض المبرم في نوفمبر 2019 بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل السياسي الشرعي والوحيد للجنوب. هذا الاتفاق نصّ على إخراج القوات الشمالية من محافظات الجنوب واستبدالها بقوات جنوبية لضمان الاستقرار، وتمهيد الطريق لمواجهة الحوثي بشكل حقيقي.

لكن الإخوان ظلوا لأكثر من ست سنوات يخادعون السعودية، ورفضوا تنفيذ بنود الاتفاق الذي ينص على اخراج القوات الشمالية المتواجدة في حضرموت والمهرة وشبوة، واستبدالها بالقوات الجنوبية وذلك لكون
لا لشي غير كون بعد خروج القوات الشمالية من الجنوب منحها اتفاق الرياض دورًا رئيسيًا في المعركة الأهم: تحرير صنعاء من مليشيات الحوثي .

وفي أغسطس 2022، بعد أن نجحت القوات الجنوبية في تحرير شبوة، أبدت مليشيات الإخوان استعدادها لإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت، لكن بشروط تعرقل التنفيذ الفعلي، مطالبين باستبدالها بقوات موالية للسعودية وليس للإمارات. السعودية تجاوبت مع هذا الطرح، وشكلت قوات "درع الوطن" كقوة بديلة لضمان الاستقرار، إلا أن تلك القوات تراجعت ورفضت تسليم مواقعها، تاركة الرياض في موقف محرج وخطر.

واليوم، بعد أن تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من إخراج القوات الشمالية بالقوة من حضرموت والمهرة وفق اتفاق الرياض، نجد السعودية تطالب القوات الجنوبية بتسليم مواقعهم لقوات "درع الوطن"، وكأن النجاح في تطبيق الاتفاق أصبح مشكلة! فهل هذه المطالب تأتي لتفرض على الجنوب شروطًا جديدة للإخوان مفادها: "لن نقاتل الحوثي إلا بعد خروج القوات الجنوبية"؟

الحقيقة واضحة ولا تقبل التأجيل: الإخوان لم ولن يكونوا حلفاء في مواجهة الحوثي، وهم الخطر الأكبر على المملكة. السعودية مطالبة اليوم بمراجعة حساباتها وفهم طبيعة هذا الخطر قبل فوات الأوان.

الصحفي صالح حقروص
2025/12/11م