آخر تحديث :الثلاثاء - 23 ديسمبر 2025 - 01:52 ص

كتابات واقلام


التحول السياسي ..الانتقالي يكتسب قوة ومكانة

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2025 - الساعة 12:45 ص

صالح علي الدويل باراس
بقلم: صالح علي الدويل باراس - ارشيف الكاتب


المجلس الانتقالي شارك في الرئاسي وهو يحمل عقيدة تحررية ، لم يدخل وهو جزء من مكونات شرعية صنعاء بل دخل قوة تنظم نخب الجنوب نحو استقلال الجنوب فلماذا الضجيج على اجراءاته الاخيرة !!؟ ، حتى اليمين الدستوري الموجودة في الدستور اليمني رفض "الزبيدي" ان يقسم به!!

يصرخون لماذا لايعلن الدولة !!؟الانتقالي الجنوبي يدرك ايضا أن إعلان الدولة ليس قرارًا سهلًا، بل يتطلب توقيتًا مناسبًا وغطاءً دوليًا فالعالم يعترف بمن يمشي حسب القانون الدولي لذلك فهو لا يستخدم الشرعية حبا فيها بل غطاء سياسي مؤقت يمنع تصنيفه كجماعة خارجة عن النظام وهو الان جزء من الشرعية وخلافة لايحسبه العالم خروجا وتمردا بل خلاف في اطار المجلس الرئاسي
هو الان كيان مستقل لكن بدون إعلان يصدم العالم لمعرفته متى يصعد ومتى يهدأ ويستخدم السياسة لقبول اجراءاته ويركز على تثبيت الأمن وبناء القوة على الأرض، ويتحول الجنوب من قضية إلى واقع وسياتي الإعلان كنتيجة طبيعية، وليس كصدمة، بعد أن يكون العالم مهيأً له

الانتقالي شريك في شرعية الرئاسي لذا فهو طرف تكتسب قراراته شكل شرعي بطريقة او باخرى والصراع الان ليس كما يصورونه -اعلاميا- انقلاب على الشرعية بل خلاف في بنيتها فصيغة الدولة اليمنية افتراضية ولا وجود لها على الارض وكانوا يقدمون المهرة والوادي انهما وجود -لرشاد وجماعته الوحدويين- لكن خطوة تحريرهما افقدتهم هذه الورقة وادخلت تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي اليمني حيث يبدو أن الحكومة اليمنية تتفكك وتفقد شرعيتها التقليدية فإعلان الوزارات تأييدها للانتقالي الجنوبي يعني أن الحكومة لم تعد تمثل السلطة الشرعية في اليمن وهذه الخطوة تعني انتقال السلطة إلى المشروع الجنوبي العربي، حيث يبدو أن الرئيس الزبيدي يكتسب شرعية جديدة تتاسس على ما يكتسبه من شرعية شعبية من خلال الحشود والاعتصامات والقبول الشعبي العام وشرعية أمنية وعسكرية من السيطرة على الأرض والوزارات تعني أن الزبيدي يمتلك القوة الأمنية والعسكرية ثم الشرعية الإدارية في الوزارات التي تعمل تحت مظلة الانتقالي الجنوبي تعني أن الزبيدي يمتلك الشرعية الإدارية

خطوات تعني أن المشهد السياسي اليمني يتغير بسرعة لكن الانتقالي يضع في حساباته مسائل كثيرة كالمواجهة العسكرية ومسائل الاقتصاد والعلاقات والضغوط الإقليمية لكنه يكتسب قوة ومكانة جديدة ويمشي بالطريقة التي تحمي المواطن ويؤسس لدولة قوية، وليس دولة تولد وتنهار

22ديسمبر 2025م