آخر تحديث :السبت - 27 ديسمبر 2025 - 12:54 ص

كتابات واقلام


لماذا انتصر المجلس الانتقالي وفشلت احزاب صنعاء

الجمعة - 26 ديسمبر 2025 - الساعة 11:50 م

جمال باهرمز
بقلم: جمال باهرمز - ارشيف الكاتب


وجهة النظر المتأثرة بمنشورات الكم الهائل من مطابخ الإخوان وغيرهم بأن هناك خلافات بين السعودية والإمارات حول مناطق السيطرة في الجنوب وعلى هذا الأساس هي وجهة نظر مضللة .
لأن منظومة الرباعية تتكون من دولتين عضوتين في مجلس الأمن ودولتين اقليميتين فاعلتين ويشكلوا الرباعية الدولية ومهمتها ليست إلى مالا نهاية وان الفشل يعني إعادة الملف لمجلس الأمن لاختيار دول وصاية أخرى قد تكون من المعسكر الشرقي وهذا ما لا تحبذه الرباعية التي هي قوة المعسكر الغربي نفسه .
كما أنه تناسى أن دول الوصاية المكلفة من مجلس الأمن لا يحق لها استغلال انهيار وفشل الدولة الوصية عليها وتوقيع معاهدات استثمار أو تنازل عن مناطق أو شراكات في بعض المناطق أو المواقع السيادية .

لذلك ومن خلال ما تقدم فدول الرباعية تدرك كل صغيره وكبيره واستطاعت أن تلعب بلعبة تبادل الأدوار من خلال أن السعودية تحتضن وتدعم احزاب صنعاء والشرعية الشمالية .
والإمارات تحتضن وتدعم الطرف الجنوبي.
لأن وجود الدولتين في مربع واحد قد يتم محاربتهما من الطرف الآخر وستفشل مساعيهما من البداية .

مع أن الملاحظ بأن احزاب صنعاء منذ بداية تخادمها مع الحوثي وفشلها ورفضها قتاله، صنعت شماعة فشلها على طرف من أطراف الرباعية وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، لماذا الامارات فقط ؟
لأن هذه الأحزاب والتي يقودها حزب الإصلاح الاخواني كان صنيعة امريكا وبريطانيا واللجنة الخاصة السعودية منذ ايام الحرب الباردة ولذلك لن نقرا لهذه الأحزاب اي هجوم على الدول الثلاث التي تشكل الرباعية .

وأعتقد جازما بأن هذه الأحزاب عندما تنتهي استضافتهم في الرياض وشرعيتهم ويعلنوا انضمامهم إلى اخوتهم الحوثيين كما صرح نائب وزير الخارجية مصطفى النعمان موخرا .
سيبداوا الهجوم على الرياض ودول التحالف العربي.
بالفعل استطاعت الرباعية أن تدعم وتترك وتعطي حبل الفساد والفشل للطرفين لاضعافهم والسير فيما بعد حسب الحل الشامل المعد مسبقا من اللجنة الخاصة السعودية ومن بعض الأطراف الإقليمية التي لها علاقة أزلية باحزاب صنعاء الدينية واخوان اليمن منذ التعاون ايام الحرب الباردة والجهاد في أفغانستان .
وفي الجانب الآخر دعمت نفس الدعم للطرف الجنوبي ليكون حاضرا وقويا على أرضه ويصبح هناك توازن قوى مع العدو الإيراني والذي يمثله المتمرد الحوثي .

فغرقت شرعية احزاب صنعاء والشماليين كدابهم في الفساد والغدر والتضليل والخداع ، وبالتدريج انتهى وجود وشرعية احزاب صنعاء الذين أنفسهم نتيجة عدم وجود مشروع واضح لديهم أن يغرقوا في الفساد وممارسة لعبتهم القديمة في الليل ملكي والصبح جمهوري تناسوا أنهم تحت منظار دول عظمى تراقب دبيب النملة بالاقمار الصناعية والعيون في الأرض .

بينما كان الطرف الجنوبي أكثر صدقا ولدية مشروع واضح وأكثر وفاء كعادته وسخر كل دعم ولو كان بسيط في سبيل تحقيق مشروعه وهو استعادة دولة الجنوب العربي عبر مجلسه الانتقالي الجنوبي والذي يحقق انتصارات متتالية في الجوانب العسكرية والأمنية والسياسية بشكل يلحظه العالم بإعجاب .
السيناريو القادم اعتقد سيكون كمرحلة موقته حكومتين واحدة للجنوب تديره والثانية حكومة حرب شمالية لتحرير صنعاء.
وحكومة الحرب الشمالية هي التي ستفشل وترفض قتال الحوثي، والسعي في هذا المرحلة الموقته .

والاكيد أن الرباعية والتي تمثل المعسكر الغربي لن تدعم وحدة يمنية ستكون تحت الوصاية الإيرانية وبالتالي المعسكر الشرقي.
وعندها سيعلن فك الارتباط بين صنعاء وعدن عبر الرباعية ومباركة مجلس الأمن الدولي لانه الخيار الوحيد المتاح على الأرض وفي المنطق .
م.جمال باهرمز
٢٥- ديسمبر٢٥