آخر تحديث :السبت - 27 ديسمبر 2025 - 01:53 م

كتابات واقلام


الجنوب وسيادة القرار – بين الشرعية الشعبية والشراكة الإقليمية

السبت - 27 ديسمبر 2025 - الساعة 11:45 ص

المحامي جسار فاروق مكاوي
بقلم: المحامي جسار فاروق مكاوي - ارشيف الكاتب


في ظل التطورات الأخيرة التي شهدها الجنوب و خاصة في حضرموت و المهرة تأتي الحاجة لتوضيح موقف المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل دقيق سياسيًا و قانونيًا يحفظ كرامة الجنوب و يعزز دوره في استعادة حقوقه و يضع خطوطًا واضحة للتعاون مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية.
من واقع السيطرة الفعلية لقواتنا المسلحة في المحافظات الجنوبية و من التفويض الشعبي الصريح يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أنه الطرف الشرعي و الفاعل الذي يمثل إرادة شعب الجنوب في حماية أراضيه و مواطنيه و مواجهة أي تهديد أمني سواء من الجماعات الإرهابية أو خطوط التهريب العابرة للحدود . هذا التفويض الشعبي المدعوم بالحق الطبيعي للشعوب في إدارة شؤونها يجعل من أي محاولات لتشويه موقف المجلس أو وصفه بالتمرد ادعاءات لا أساس لها في القانون الدولي و لا في المنطق السياسي.
المملكة العربية السعودية الشقيقة و الصديقة كانت و ما زالت داعمًا للجنوب في المجالات الإنسانية و الإغاثية و الإعمارية و من هذا المنطلق:
الجنوب يقدّر هذا الدعم و يعتبره جزءًا من العلاقة التاريخية بين الشعبين.
أي توتر مؤقت أو سوء تفاهم على الأرض لا ينبغي أن يفسد الشراكة الاستراتيجية القائمة على مصالح مشتركة.
الشراكة يجب أن تقوم على احترام سيادة القرار الجنوبي و حق الجنوب في حماية أراضيه و مواطنيه.
أي عمل ميداني يجب أن يحترم التواجد الفعلي للقوات الجنوبية و مشروعها الوطني.
القوات المسلحة الجنوبية تتحرك ضمن إطار قانوني و شعبي واضح و ليس بغرض استفزاز أي طرف.
و ليس ساحة صراع، وأي دعم أو تعاون مع التحالف يجب أن يحترم إرادة شعب الجنوب و يضمن أمنه و استقراره.
أي تهديد للأمن الجنوبي أو استهداف مباشر لقواته أو مؤسساته يعد مساسًا بالسيادة والكرامة الوطنية مع الإبقاء على النبرة الدبلوماسية و الاحترام الكامل للأشقاء.
الجنوب يمثل إرادة شعبه ويمتلك السيطرة على أراضيه أي تقرير أو تقييم حول الوضع يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الشرعية الشعبية و الواقع الفعلي و القوانين الدولية.
مكافحة الإرهاب و تأمين الموانئ و المرافق الحيوية و حماية المدنيين هي مسؤولية المجلس الانتقالي الجنوبي أمام شعبه وأمام المجتمع الدولي .
إن الجنوب اليوم من خلال المجلس الانتقالي يمضي في طريقه نحو استعادة حقوقه و إرساء الأمن و الاستقرار مع الحفاظ على علاقات إيجابية ومسؤولة مع المملكة العربية السعودية هذه العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لا تمنع المجلس من الدفاع عن أرضه وكرامة شعبه بل تؤكد أن الشراكة الحقيقية تقوم على أرضية من الاحترام الشرعية و الحس الوطني المشترك.