آخر تحديث :الإثنين - 09 ديسمبر 2024 - 08:30 م

ثقافة وأدب


أول فيلم تجريبي لمخرج عدني يفوز بجوائز في المهرجانات العالمية ( حوار )

الثلاثاء - 28 ديسمبر 2021 - 10:11 م بتوقيت عدن

أول فيلم تجريبي لمخرج عدني يفوز بجوائز في المهرجانات العالمية ( حوار )

حوار / محمد أنور العدني



عاصم عبدالعزيز: استلهمت فكرة فيلم (١٩٤١) من متابعتي لحال اليمنيين في الشوارع

شهدت اليمن في الآونة الأخيرة ثورة فنية غير مسبوقة ونجاح منقطع النظير، فقد حقق المخرج العدني عاصم عبدالعزيز صانع فيلم ١٩٤١ جوائز عالمية كأفضل فيلم تجريبي وأفضل تصوير سينمائي في مهرجان كندا للأفلام القصيرة، الذي شارك فيه ما يقارب 514 منافس من كل دول العالم ، وافضل مخرج سينمائي في مهرجان التيرناتيف للأفلام القصيرة.

من بين هذا الركام و أوضاع الحرب التي تعيشها اليمن تأتي هذه الأخبار وتتصدر الترند في منصات السوشل ميديا " مواقع التواصل الاجتماعي " لتدخل الفرحة لقلوب عشاق الفن والسينما في اليمن عموما وعدن على وجه الخصوص .

في لقاء خاص مع المخرج العدني عاصم عبدالعزيز صانع فيلم ١٩٤١ أول فيلم تجريبي في اليمن حاصل على جوائز عالمية ، سنتعرف من خلال هذا اللقاء على تفاصيل نجاح هذه التجربة الفنية التي تعتبر الأولى والفريدة من نوعها في اليمن .



قبل أن نبدأ حوارنا نود أن تقدم لنا نبذة مختصرة عنك لكي يتعرف عليك الجمهور؟ -

-- أولا اشكركم على هذه الاستضافة أخي محمد أنور، أنا عاصم عبدالعزيز من (مواليد 1996 ، كريتر ، عدن ، اليمن) مخرج سينمائي تجريبي وفنان بصري ، لطالما كان جل اهتمامي التعبير عن مشاعري وأفكاري من خلال إخراج واستكشاف مجال الفن والأفلام التجريبية ، تم عرض أعمالي محليًا وعالميًا ، بدءًا من عدن وصولًا إلى واشنطن العاصمة والمملكة المتحدة ، كما ظهرت أعمالي أيضًا في Washingtonpost و ArtNews و i-D و Hypebeast من بين صحف عالمية أخرى علاوة على ذلك ، حصلت على "منحة دعم الفنان" لعام 2020 من الصناديق العربية للفنون والثقافات (آفاق) ، ومنحة "مسارات" 2021 من المجلس الثقافي البريطاني.
- وضح لنا و للقارئ الكريم نوع الفيلم وكيف جاءت الفكرة لصناعة هذا الفيلم الذي أصبح الآن مشاركا في مهرجانات كبيرة وينافس على حصد جوائز عالمية ؟

-- ١٩٤١هو أول فيلم تجريبي في اليمن مدته خمس دقائق مدعوم من المجلس البريطاني الثقافي، تدور أحداث الفيلم عن انعكاس حالة الناس التي تعيش في البلدان التي فيها حروب ودمار، ويناقش الفيلم الحالة النفسية للمواطن اليمني الذي يتلقى صدمات اقتصادية واجتماعية وسياسية بسبب الحرب الدائرة حاليًا، ويحكي الفيلم كيف وصل المواطن اليمني لمرحلة من البؤس واليأس وتغييب الوعي بسبب تكرار الأحداث اليومية وأنه غير قادر يتقدم ولا يعود للماضي وكأن الزمن توقف، وكيف ان المواطن اليمني غير قادر على خلق بيئة جديدة، بسبب عدم وجود القوة والقدرة للمواطن على أن يعمل أي تغيير، فأصبح المواطن عاجز ومتوقف بهذه الفترة الزمنية.

طبعا استلهمت فكرة الفيلم من متابعتي للناس في الشوارع، شفت أن الناس أصبحت جدا مغيبة، هناك من يتحدث مع نفسه وهناك من يحاول يخارج يومه، وهناك من حصلت لهم انتكاسات كثيرة في حياتهم، ، فالأضرار النفسية التي سببتها الحرب عادة ما تتم مناقشتها في الأفلام والأعمال الفنية، فأنا حبيت أركز كيف اربط علم النفس بالفن وبدأت ارى واستوعب أن الناس من كثر ما يومهم يدور في نفس الأحداث أصبحوا يدوروا في دوامة أو دائرة مغلقة إن صح التعبير مع تكرار كل الأشياء اليومية.

فأسقطت فكرة الحياكة في الفيلم عندما قرأت مقاله قبل عامين تقريبا في مجلة تايمز الامريكية ففي عام ١٩٤١ نشرت المجلة في غلاف عددها صورة لامرأة (تحيك بالخيوط) بالرغم من غرابة التوقيت الذي كانت أمريكا فيه تشارك بإحدى أكبر حروب العالم (الحرب العالمية الثانية)، وفي نفس العدد أطلقت الصحيفة سؤالاً على قراءها سئلت فيه (ماذا يمكنني أن أفعل للمساعدة في المجهود الحربي؟) وحينها كانت الإجابة الأكثر شيوعاً هي (الحياكة). أظهرت هذه الإجابات حقيقة مثيرة للاهتمام والتفكير الخارج إطار الصندوق، أتت هذه الحقيقة لتوضح أن الحياكة كانت الوسيلة النفسية المساعدة الأكثر جدوى في هذه الحرب العظمى، وليست بالضرورة أن تكون الوسيلة المساعدة جسدية قد تكون عاطفية كذلك.

فأنا بدأت أقرأ عن الحياكة والتأثير النفسي لها اكتشفت أنه لها تأثيرًا نفسيًا للمواطن بشكل عام، اولا ان الحياكة تعتبر علاج نفسي أو أداة كل ما شخص يحيك كل ما يبدأ يفقد الشعور باللي حاصل حوله، وهذا ما نحن وصلنا له بسبب أوضاع الحرب في اليمن، فكل ما تكرر حركة الحياكة اليدوية يتوقف العقل تماما ويبدأ يفكر بالحاضر، ولا يستطيع التفكير لا في الماضي ولا والمستقبل، مثله مثل حركة التنويم المغناطيسي ، فأنا رأيت أنه بسبب الحروب و الانتكاسات التي نعاني منها وصلنا لمرحلة بأن أصبحنا ثابتين ولا قادرين نفسيا نتجاوز هذه المرحلة الحساسة ما بعد الحرب، فعادة الناس تناقش في الأفلام والأعمال الفنية الأضرار الحاصلة في فترة الحرب ، لكن أنا حاولت أركز على الأضرار الناجمة بعد انتهاء الحرب بعد أن مر المواطن بتجارب نفسية مؤلمة وكبيرة جدا.


-صف لنا شعورك عند تلقي خبر فوز فيلمك في مهرجان كندا للأفلام القصيرة و مهرجان التيرناتيف للأفلام القصيرة؟

-- كان شعور ممزوج ما بين فرحة كبيرة جدا وقلق وخوف، شعرت ان الفيلم يستحق مني كمخرج الجدية الاكثر وانا المسؤول عن الفن الذي اقدمه، عكس قبل، بالرغم ان كانت مشاركاتي دولية لكنها مقتصرة وبسيطة لكن حاليا الوضع مختلف، اصبح الفلم ينافس على جوائز في مهرجانات كبيرة وعالمية.

فشعرت بفرحة كبيرة لدرجة أننا لم أصدق الخبر وهذا كان ناتج عن الشعور بالعجز كأي فنان عايش باليمن دائما نحن ما ننتج أفلام وأعمال فنية ونشعر بعدم الثقة للوصول للعالمية بسبب الحرب والوضع السياسي والاقتصادي السيء الذي تمر به البلاد ، فيتكون عند الفنان فكرة أنه نحن لسنا قادرين ننجز ولا نستطيع الوصول للعالمية، برغم أنه نرى أناس تشارك وتسافر وتقدم فنون وعندها الحرية المطلقة في التعبير لكن نحن مقيدين ، فالخبر هذا أعطانا ثقة كبيرة بالنفس وأيقنت أنه ما يهمش الموقع الجغرافي الذي يعيش الفنان فيه ولا الظروف القاسية التي تمر في البلاد طالما في شغف وإيمان بالفن الذي تقدمه يمكن نوصل للعالمية ونحقق كل أحلامنا .








-حدثنا عن مشاركات الفيلم في المسابقات العالمية وهل تتوقع فوزه في مهرجانات أخرى؟

-- طبعا قدمت في عدة مهرجانات وهدفي الأكبر أن أوصل صوت بلادي ومدينتي عدن، أريد ان أثبت ان هناك شباب فنانين قادرين على خلق أعمال فنية تنافس أعمال عالمية وتشارك في مهرجانات كبيرة، لأن قصصنا النابعة من بلدان الحروب هي قصص حقيقية والكل قادر يعكسها وتلامس الجميع، بحيث يرى المشاهد نفسه ووضعه في الفيلم ، انا قدمت في مهرجانات عالمية وما زلت منتظر الرد، و نرجو من الله التوفيق، فالهدف الاساسي بالنسبة لي سواء ترشحت في مهرجانات اخرى ام لا هي الاستمرارية في إنتاج أفلام وأعمال فنية أخرى تعكس نفسية المواطن اليمني و تشارك في مهرجانات عالمية و أحقق من خلالها أهدافي الشخصية وأرفع أسم بلادي ومدينتي عدن في المستقبل القريب.


- ماهي تفاصيل الجائزة التي حققها فيلم ١٩٤١ في مهرجان كندا للأفلام القصيرة؟

-- مهرجان كندا للأفلام القصيرة هو مهرجان يقام سنويا، الذي يميز مهرجان كندا أنه عدد المتقدمين كبير جدا في هذه السنة، والذين تم اختيارهم و فوزهم بالجوائز من بين 514 مشارك من كل دول العالم تقريبا هم 12 فيلم ما بينهم فيلمي ١٩٤١ كأفضل فيلم تجريبي وأفضل تصوير سينمائي، اضافة الى ذلك فوزي في مهرجان التيرناتيف للأفلام القصيرة كأفضل مخرج سينمائي.


- سؤال أخير نختم به حوارنا الشيق معك، هل ممكن يتم الترتيب لعرض الفيلم التجريبي ١٩٤١ بحضور كوكبة من الإعلاميين والنخب المثقفة في عدن خلال هذه الفترة؟

-- بالتأكيد سنقوم بترتيب ندوة فنية لعرض الفيلم على المهتمين في مجال الفن والسينما والنخبة الإعلامية و المثقفة في عدن كعرض خاص بعد ما ننتهي من فترة مشاركات الفيلم في المهرجانات، وانا حاليا شغال على بناء موقع الكتروني شخصي سيتم عرض جميع أعمالي الفنية عبره حاليا نرجو التوفيق من الله في المهرجانات العالمية وبعدها لكل حدث حديث .

- كلمة أخيرة لك تحب توجهه من خلال هذا اللقاء ..

-- أحب أشكر المجلس البريطاني الثقافي على الدعم والإيمان بالفكرة والتواصل المستمر معنا للتأكد من أن الأمور تسير بالطريق الصحيح ، وكمان أقدم امتناني لكل أفراد طاقم العمل الذين بذلوا مجهود جبار من اول يوم وصلنا خبر فوزنا بمنحة مسارات التابعة للمجلس البريطاني الثقافي الى اخر يوم تصوير، فلولا وجود طاقم عمل قوي من ممثلين الى منفذين لما تمكنا من الفوز والمنافسة عالميا، ولا ننسى الجمهور العزيز اقدم تحية شكر وحب لكل من تفاعل مع خبر فوز الفيلم و انت كمان عزيزي محمد على استضافتكم لنا في هذا اللقاء .

- المحرر: في ختام حوارنا الشيق مع المخرج العدني عاصم عبدالعزيز صانع الفيلم التجريبي الأول في اليمن الحاصل على جوائز عالمية لا يسعني إلا أن اختم بمقولة شهيرة " من رحم المعاناة يخلق الإبداع " عدن فخورة بك وبكل من يريد أن يوصل هذه المدينة لمصاف المدن العالمية .