آخر تحديث :الجمعة - 08 نوفمبر 2024 - 05:20 م

كتابات


وداعا للقلم الحر.. وداعا نجيب يابلي

الأربعاء - 30 مارس 2022 - 02:23 م بتوقيت عدن

وداعا للقلم الحر.. وداعا نجيب يابلي

كتب - د عيدروس نصر النقيب.

ظللت أتتبع أخباره بعد الوعكة الصحية التي تعرض لها منذ عدة أشهر وسفره إلى العاصمة المصرية القاهرة لتلقي العلاج هناك، . . . وعند ما كانت الأخبار تتوالى عن تحسن وضعه الصحي حتى عودته إلى العاصمة عدن تنفست الصعداء مثل الكثير من محبي الكاتب الصحفي وصاحب القلم الحر المؤرخ والمترجم، عضو الجمعية الوطنية الجنوبية ورئيس لجنتها الإعلامية الأستاذ نجيب يابلي عليه رحمة الله ومغفرته ورضوانه.
لكن خبر وفاته اليوم 29/3/2022م كان صادما بكل معنى الكلمة، بيد إنها إرادة الله التي لا يرد رادٌّ ولا يحدها حادّ.
كان الأستاذ الكاتب نجيب يابلي صاحب مواقف مميزة وثابته في الانجياز إلى شعب الجنوب وقضيته العادلة بجانب صاحب الأيام الأستاذ الفقيد الأستاذ هشام محمد با شراحيل وعدد كبير من كتاب الأيام والكتاب والأكاديميين والمثقفين والمفكرين والقادة السياسيين الجنوبيين.
التقيته في دار الأيام بعدن في العام 2009م أثناء محاصرة الأيام من قبل قوات الحرس الجمهورية والأمن المركزي، الذكرى البغيضة التي لن تنمحي من ذاكرة الجنوبيين، كان معنا كل من الأستاذ المرحوم هشام با شراحيل والمناضل أحمد سالم عبيد وعدد آخر من المتضامنين، بينما كانت جماهيرٌ غفيرة من أنصار الأيام تحتشد في الساحة المجاورة لمقر الصحيفة، منزل أل با شراحيل في مدينة كريتر.
أهديت بعض الحاضرين نسخاً من مجموعتي المسرحية "درس في الشرف والأمانة" التي كانت قد صدرت للتو عن مؤسسة عبادي للدراسات النشر في صنعاء، وقبل مغادرتي عبر لي عن ارتياحه للصفحات التي تمكن من قراءتها خلال الوقت الذي قضيناه معا هناك.
كان الأستاذ اليابلي مؤسسة ثقافية متكاملة فهو بجانب كتاباته الصحفية المتميزة صاحب موقف سياسي ثابت ومتماسك إزاء قضايا الظلم والعبث والفساد وكل أشكال الاحتلال والمصادرة والقمع والاستبداد، وهو بجانب ذلك ناقد أدبي وصاحب فكر عميق وذاكرة تاريخية مكتظة بالمعلومات والإخبا عن التاريخ القديم والحديث والمعاصر، وله ترجمات عن اللغة الإنجليزية نشر العديد منها في صحيفة الأيام.
لقد خسرت الأسرة الإعلامية الجنوبية بوفاته علما بارزا من أعلام الكلمة الحرة في الصحافة والثقافة الجنوبية، لكن بصماته التي تناسلت بين أبناء الجيل الإعلامي الجنوبي الجديد ستبقيه حياً في ذاكرة الأجيال، فلئن مات جسداً فإن عطاءاته ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال وفي أنصع صفحات التاريخ.
رحم الله فقيدنا الكبير الأستاذ نجيب محمد يابلي وغفر له وأسكنه فسيج جناته، وألهم أهله وذويه وتلاميذه ومحبيه ورفاقه وزملاءه الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون.