آخر تحديث :الأحد - 21 ديسمبر 2025 - 12:47 ص

اخبار وتقارير


وطنية معلمي الجنوب وتقديرهم للأوضاع تدفعهم لرفع الاضراب

السبت - 17 سبتمبر 2022 - 07:13 م بتوقيت عدن

وطنية معلمي الجنوب وتقديرهم للأوضاع تدفعهم لرفع الاضراب

يكتبه / جمال مسعود

يمر الجنوب في هذه الفترة بمنعطف تاريخي سيسجل باحرف من نور عبارات الوفاء لكل من وقف في المكان الصحيح حيث يجده الجنوب ارضا وإنسانا ، وحيث ان قواتنا الجنوبية الباسلة وسياسيونا يخوضون معارك واسعة في كل الاروقة امام عدو متشعب الاطراف ومتشابك في الادوار والادوات ، يتطلب من الجنوبيين ان تستقر نفسياتهم قبل كل شي ويمنحون قياداتهم العسكرية والسياسية في الميدان مزيدا من الاستقرار في المدن والارياف ويعززوا للسكينة العامة في البلد ويسدوا الثغرات في وجه المتربصين بالجنوب الذين يصطادون في المياه العكرة مستغلين وجود اي بؤر للتوتر هنا او هناك ،

يعلم الجميع ان المعلمين في الجنوب يعانون أوضاعا اقتصادية متردية واحوال معيشية مزرية ، ليست من اليوم ، فقد بدأت معاناتهم بعد العام ١٩٩٠م ومنذ الاعلان عن هيكل الاجور والمرتبات في العام ٢٠٠٥م والغاء كل امتيازات قانون المعلم ، وتسكين المعلمين والتربويين في هيكل اجور جامد لايتحرك دفن المعلمين في مقبرة الافقار والعوز واضر بالاوضاع المعيشية والنفسية للعاملين في القطاع التربوي
سنوات منذ مابعد تحرير عدن ومحافظات ومدن وقرى الجنوب والمعلمون يمنون انفسهم باوضاع ترتقي بهم الى مستوى حجم التضحيات والصبر على المعاناة طيلة سنوات الافقار والتجويع والتجريع التي مارسها نظام صنعاء الاستبدادي الناقم على كل ماهو مستقر وراقي في الجنوب ، فمارس بحق المعلمين اسوا اساليب التهميش والاهمال والاستهانة بمكانتهم الاجتماعية وتركهم يتجرعون مرارة المعيشة بحثا عن لقمة العيش الكريم والوضع الصحي الآمن قليل التكاليف دون فائدة ،

علق المعلمون الجنوبيون آمالا كبيرة في قياداتهم السياسية وتوقعوا منهم معالجات سريعة وعاجلة واستثناىية للاوضاع المعيشية المتدهورة ، وكل فئات الشعب ترقبت ذلك الانقلاب الشامل والتغيير الجذري لسياسة الادارة الاقتصادية والمالية للموارد الجنوبية ، لكن
وكما يقال
" ماكل مايتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لاتشتهي السفن "

تحديات أكبر واخطر مما كان يتوقعها خبير او متفحص في الشؤون السياسية والعسكرية والامنية ، ومخاطر تهدد امن وسلامة الجنوب والجنوبيين اقحمت القيادات السياسية في مصير لابد من مواجهته والثبات في وجه المتربصين بنا في الجنوب ، وكان حقا على جميع الجنوبيين بكل مستوياتهم الفكرية والثقافية ان يعوا ذلك الامر ويقدروا حجم المخاطر التي تهدد امننا وسلامة وطننا ،

لاضير ان اتخذت النقابات العمالية والمهنية صفة المرونة ، والتعاطي مع المتغيرات السياسية والامنية في البلد على قدر الحدث الذي تعيشه البلد ، ولا حرج في ان تتراجع عن اي تصعيد نقابي او مطالبات حقوقية وقانونية مستحقة ، ليس ضعفا ولا خذلانا ولا بيعا او متاجرة بقضايا العمال والموظفين الحقوقية ان اتخذت النقابات العمالية والمهنية ونقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين موقفا مغايرا ، يقف في المكان الصحيح والمتطلبات الوطنية الواجبة على الجميع.
ليس من الحكمة لوي الذراع والاستقواء بالحقوق العمالية القانونية والمشروعة والضغط بقوة وعنف اجرائي شديد ومستمر على الطرف الآخر في وقت كهذا وظروف حرجة ومعقدة لم تمر بها بلادنا من قبل.

إن الحكمة تقتضي ان يقدم المعلمون دروسا راقية في الدفع نحو الاستقرار وتثبيت آلأرض تحت اقدام العمل السياسي والعسكري والامني وسد المنافذ والثغرات في وجه المتربصين بنا في الجنوب ، المتربعين في مقاعدهم قدم على قدم وهم يراقبون الازمات المعقدة الضاغطة على العمل السياسي والعسكري والامني في الجنوب ، علينا جميعا ان نصبر ساعة ونعصب على قلوبنا ونرص الصفوف ونوحد الكلمة ونؤجل الشكاوي والتظلمات فهي كثيرة واضرت بالجميع ، فلن يطول الصبر ولن تدوم المعاناة ، حتما سننتصر وتنتهي الازمات وتفشل كل خطط ودسائس ومؤامرات اعداء الجنوب ، وستعود خيراتنا وثرواتنا الينا وستقطع كل ايادي النصب والنهب والاختلاس والمتاجرة بمعاناتنا ، وسيعم الخير كل ارجاء الجنوب ، فلنفتح المدارس ولنستقبل ابناءنا الطلاب ولنوزع عليهم الكتب الدراسية ولنفتح صفحة الدرس الاول ، موطني ، عزتي ، سوف احميك بروحي ودمي ولنثق ثقة كاملة بان المستقبل القادم افضل والتعليم في الجنوب حتما سيزدهر وتعود هيبة ومكانة المعلم في المجتمع وستتحسن اوضاعه المعيشية والصحية لا محالة وستبدأ في الجنوب صفحة جديدة مشرقة ، يكون التعليم رائدها وموجهها فقط علينا ان نصبر ساعة ، انما النصر صبر ساعة.