آخر تحديث :الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - 01:52 ص

اخبار وتقارير


لماذا يتغنى قيادات الإخوان بثورة 11 فبراير ؟

السبت - 11 فبراير 2023 - 04:01 م بتوقيت عدن

لماذا يتغنى قيادات الإخوان بثورة 11 فبراير ؟

عدن تايم/ خاص

قال الكاتب خالد شرفان: يحتفل الشباب العربي في كلًا من تونس ومصر وليبيا واليمن في شهر فبراير من كل عام بثورة تصحيحية شعبية كبيرة وواسعة، في العادة توقد فيها شعلة الثورة وتُطلق الألعاب النارية وترتفع فيها أصوتًا لإغانٍ ثورية خلدتها هذه المناسبة يومًا ما، ففي اليمن وما إدراك ما اليمن فقد أتته رياح التغيير فأبدلت وبدّلت وطمست الملامح الرئيسية والفرعية للبلد لندخل مرحلة وغياهب اللانظام واللاوعي واللاعودة والولوج للفوضى العارمة، فمنذ ذلك الحين والأزمات تتخبطنا وتلاحقنا من كل حدبًا وصوب ومن كل ناحية وجانب.

شحن ثوري لانظير له تعرضت له تلك الشعوب العربية حتى اصبحت موضة الجميع حابب ولديه الرغبة في تجريبها غير آبهٍ بنتائجها العكسية ليتنبه ويتدارك خطئه ومن تلك الشعوب التي تعرضت لذلك الشعب المصري، فعمدوا على إنشاء ثورة مضادة اسقطوا من خلالها على المخطط الذي غرس أصلًا لتدمير البلدان العربية لتلحقها في ذلك تونس وتتدارك الأمر، أما سوريا فقد دافعت حتى اليوم بالغالي والنفيس ولم تدع مجال للفوضى (الخلاقة)، لتغرق وتتوه ليبيا قليلًا واليمن كثيرًا لتدخل في حروب أهلية وتشطيرية وأزمات ونكبات اقتصادية واجتماعية وسياسية وصلت نتائجها العكسية على كل بيت ودفع ضريبتها كل فرد حتى الساعة.

ليس دفاعًا عن النظام السابق فالجميع يعلم ظلمه وجبروته وطغيانه وبطشه ولا أغطي تلك العيوب والذنوب بغربال أدعو أن ثورتهم كفيلة بالقضاء على كل تلك الإخفاقات والقصور والتي كان يسلكها النظام السابق، ولكن للأسف تضاعفت أعدادًا وأحجامًا وألوانًا فالقهر والذل والبؤس والهوان زاد أكثر .

أن المؤلم بالموضوع أن من أقاموا وحرّضوا على الثورة يومًا يعيشون حاليًا وعائلاتهم في أفخم القصور بالخارج تاركين الشعب العاطفي المكلوم المغلوب على أمره يصارع اقداره وحده دون شريك.

من دون سابق وعيد كنت أتابع محطات الأخبار حتى وقفت ومصادفة على إحدى القنوات الفضائية اليمنية المحسوبة التي تبث من تركيا وهم يعرضون فيديوهات لإغانٍ زامنت فترة الزخم والمشي حفاة مرددين ورافعين شعارات وتذكرت ورأيت الحماس على وجوه المتظاهرين المساكين الذين تم خداعهم وانطلت عليهم اللعبة بغدٍ أفضل أكثر مما هم فيه.

في الحقيقة يسمى ربيعًا ولكن ليس له من اسمه شيء، ففيه ازدادت حاجة الفقراء وزاد فقرهم وزاد الجهل وزادت فيه حالة البطالة بين الشباب وانعدام تام لأبسط الأعمال وهبوط مدوي للعملة الوطنية وارتفاع الأسعار والمشتقات النفطية بشكل كبير وجنوني وانعدام الأمن وغياب للدولة في بسط سيطرتها الكاملة على كل أجزاء اليمن لتحل محلها قمع المظاهرات السلمية وتكميم للافواه بمناطق تواجد الحوثي، وتجنيد للاطفال والتهجير القسري والاعتقال والقتل والنزوح والتشريد لمئات الآلاف من المواطنين وتحت أنظار المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والحقوقية لتبق أحلام مبعثرة وامنيات ملغمة.

واخيرًا يبقى السؤال ماذا استفدنا إذن من الربيع! فالحال ازداد سوءا أكثر المرضى النفسانيين ازدادوا عددًا وعدة وحالات الانتحار والطلاق تضاعفت والأوبئة والجوائح كانت أكثر ضراوة وغيرها الكثير، أنه من المُعيب مغالطة و إيهام الناس بأن الثورة نجحت وبالعلامة الكاملة والنادرة وأننا نرفل في نعيم ربيع محمد البوعزيزي، وأنتم قد وليتم مدبرين خارج أسوار وحدود البلد، لا يمكن لليمني الغلبان تقبّل شيء اسمه ربيع الفردوس أو ثورة او عيد فبرايري .

"مقتطفات من مقال للكاتب خالد شرفان"