آخر تحديث :الأحد - 14 ديسمبر 2025 - 09:14 م

اخبار وتقارير

الجنوب يتوَّحد تحت راية الانتقالي الجنوبي.. ما الدلالات والتحركات القادمة ؟

الخميس - 11 مايو 2023 - 12:06 م بتوقيت عدن

عدن تايم/خاص

تابعونا على

في أعقاب انضمام أبو زرعة المحرمي وفرج البحسني مؤخرًا إلى المجلس الانتقالي ، تم توحيد الجنوب فعليًا تحت راية المجلس الانتقالي الجنوبي. هذه الخطوة هي نجاح كبير للمجلس ، الذي يدعو إلى عودة دولته في جنوب اليمن.

ومع التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي في عدن وانضمام المكونات الجنوبية الأخرى للمجلس الانتقالي ، هناك مؤشرات على أن المجلس يكتسب زخماً ودعمًا لقضيته.

يضع الميثاق الرؤية لدولة الجنوب المستقبلية ، والتي تتضمن مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والفيدرالية والعدالة الاجتماعية. ومن المرجح أن يكون لدولة الجنوب تداعيات جيوسياسية كبيرة.

*- الانتقالي يضع العالم أمام أمر واقع ومطلب شعب:*

وضع المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي المجتمع الدولي والامم المتحدة أمام أمر واقع لتلبية نداء مطالب الشعب باستقلال أراضيه وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل ميزان القوى الإقليمي وإحداث إعادة ترتيب للتحالفات، ومن المرجح أن يتعين على المجتمع الدولي تقييم هذه التطورات وتعديل نهجها وفقًا لذلك.

و أحد التحديات الرئيسية التي تواجه المجلس الانتقالي هو استكمال إحكام قبضته على الأراضي التي يسيطر عليها، اتضح ذلك جليا بتسلبم #الوديعة ومنفذها الى يد قوات جنوبية لأول مرة منذ احتلال الجنوب عام 1994 كذلك التحركات في الجهة الأخرى بمحافظة المهرة.

المجلس أيضًا سيحتاج الى الولاء القبلي المعقد للحصول على اعتراف دولي بدولة الجنوب لذلك بدأ جليا تنسيقه مع كافة القبائل التي لم تتوقف بياناتها حتى اللحظة بمباركة "الميثاق الوطني الجنوبي" كل ذلك أظهر أن المجلس انتقل ونسق مع الشبكة المعقدة من الانتماءات القبلية والسياسية في الجنوب ، والتي تمثل مصدرًا للاستقرار والسيطرة.

*- انعكاسات تحركات الجنوب:*

يمكن أن يكون لإنشاء دولة جنوب تأثير عميق على المنطقة الأوسع ، لا سيما فيما يتعلق بالصراع المستمر في اليمن ويمكن أن يؤدي إلى مرحلة جديدة من انهاء الصراع ، حيث يمكن أن يرى المجتمع الدولي تحركات الجنوبيين كحل للأزمة اليمنية الأوسع.

و يمكن أن يجلب هذا فرصًا جديدة لمفاوضات السلام ، حيث يمكن للجنوب الموَّحد اليوم الاستفادة من نفوذه لتسهيل الحوار بين مختلف الأطراف المعنية فاليوم لدينا "جنوب وشمال" على طاولة واحدة في الوقت نفسه ، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تغييرات إقليمية جديدة ، حيث من المرجح أن تتغير ديناميكيات القوة في المنطقة بطرق لا يمكن التنبؤ بها.

التحدي الآخر الذي يواجه المجلس الانتقالي هو مسألة الاعتراف قد يؤدي الظهور المحتمل لعودة الجنوب إلى خلق وضع صعب للمجتمع الدولي ، الذي يحاول الموازنة وتحقيق دعم تقرير المصير للجنوبيين .

لذلك فمن المهم أن يراقب المجتمع الدولي الوضع عن كثب ويتعامل معه بتحقيق تطلعات الجنوبيين لاستقرار اليمن، فضلاً عن دعم الجهات الفاعلة المحلية في جهودهم لتحقيق الاستقرار والازدهار في الجنوب.

*- دلالات التحركات :*

يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي عبر تحركاته الأخيرة الممثلة بالحوار الجنوبي الوطني الى حصد اعتراف دولي بانشاء دولة، والدولة وفق اتفاقية مونتيفيديو العالمية بشأن حقوق وواجبات الدول فقد عرفت الدولة بأنها: مساحة من الأرض تمتلك سكان دائمون، إقليم محدد وحكومة قادرة على المحافظة والسيطرة الفعَّالة على أراضيها، وإجراء العلاقات الدولية مع الدول الأخرى.

"أرض وشعب وجيش" ثلاث مقومات إذا توفرت يُمكن استعادة الدولة وجميعها متوفرون جنوب الوطن العربي حيث "عدن"، وعالميا ووفق للتشريعات الدولية فإن الدولة هي تجمع سياسي يؤسس كيانا ذا اختصاص سيادي في نطاق إقليمي محدد ويمارس السلطة عبر منظومة من المؤسسات الدائمة، وبالتالي فإن العناصر الأساسية لأي دولة هي الحكومة والشعب والإقليم، بالإضافة إلى السيادة والاعتراف بهذه الدولة، بما يكسبها الشخصية القانونية الدولية، ويمكنها من ممارسة اختصاصات السيادة لاسيما الخارجية وتعرف الدولة بخصائص أساسية تميزها أبرزها : التعبير عن الشرعية، الدولة أداة للهيمنة، ممارسة السيادة، الطابع العام لمؤسسات الدولة.

تحركات المجلس قصمت ظهر أعدائه وأربكتهم ووضعتهم في وضع "المحتار الضائع" فهؤلاء الأعداء لطالما روجوا أن المكونات الجنوبية تتعارض مع الانتقالي ليفاجئهم الجنوب "كافة" بتوحده تحت لواء الزُبيدي، حتى تلك القوات العسكرية الممتدة من باب المندب الى وادي حضرموت تحت اسم "العمالقة" أنضمت، وحتى أولئك الذين راوغوا ساسة الشمال كالبحسني "أنضموا"، وليس هذا فقط بل حتى كذبة ان الانتقالي لا يسعى لاستقلال الجنوب كان ردها قويًا فالجميع اليوم يدرك جيدًا ان الرئيس الزُبيدي لن يتنازل عن الجنوب مهما كلفه الأمر.

بل وحتى كذبة أن الجنوب ذو شعب أقلية وذو كثافة سكانية منخفضة فان القانون الدولي لا يعترف بها، فالشعب هو عنصر من العناصر الأساسية للدولة، فأي كيان سياسي لا يكمن أن نسميه بالدولة ان لم يكن لديه اناس محددون يعيشون على اراضيه بصفة دائمة. في القانون الدولي لا يشترط ان يكون حجم الدولة من حيث العدد، فهناك دولة تتكون من مليارات مثل الصين والهند، وهناك دول لا يتجاوز عدد سكانها مئات الآلاف. إذن فتحقيق الحلم الجنوبي بات قاب قوسين أو أدنى

*وفي الختام ،* فإن صياغة ميثاق الشرف الوطني الجنوبي الذي يعد بمثابة الدستور واعلان المجلس الاستشاري الذي يعد بمثابة مجلس الشورى والتنسيق المستمر وانضمام المكونات الجنوبية للمجلس الانتقالي، كلها وغيرها معالم مهمة في ظهور دولة الجنوب. ومع ذلك ، فإن الطريق أمامنا طويل وصعب ويحتاج تكاتف الجميع حول القيادة، وسيتعين على المجلس أن يتعامل مع مجموعة من القضايا المعقدة والحساسة لتحقيق أهدافه ولكن الأمل بات كبيرًا اليوم بتحقيق التطلعات والاستقلال.

مواضيع قد تهمك

ما وراء تصريحات الخارجية الإيرانية وعلاقتها بخطاب إخوان اليم ...

الأحد/14/ديسمبر/2025 - 08:07 م

كشفت تصريحات إيرانية رسمية، اليوم، بشكل واضح، حجم التطابق بين الخطاب الإعلامي والسياسي للنظام الإيراني وخطاب حزب الإصلاح الإخواني في اليمن، في ما يتعل

أسعار صرف الريال اليمني مساء الأحد 14 ديسمبر 2025 ...

الأحد/14/ديسمبر/2025 - 07:33 م

سجل الريال اليمني استقرار مقابل العملات الأجنبية، مساء اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025م ، في أسواق الصرف بالعاصمة عدن والمحافظات المحررة. وحسب مصادر مصرفية

الرئيس الزُبيدي يشدد على تبنّي حلول "مستدامة" لمعالجة أزمة ا ...

الأحد/14/ديسمبر/2025 - 01:43 م

شدد الرئيس عيدورس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، على أهمية تبنّي حلول مستدامة لمعالجة أزمة المياه في بلا

عاجل / دفاع شبوة تعلن جبهة عارين منطقة عسكرية مغلقة (بيان ها ...

الأحد/14/ديسمبر/2025 - 01:33 م

أصدرت قوات دفاع شبوة بيانًا هامًا وعاجلًا تضمن جملة من الإجراءات الاحترازية الهادفة إلى حماية أرواح المدنيين وتأمين مسرح عمليات جبهة عارين بما يضمن سر

كتابات واقلام