آخر تحديث :الإثنين - 04 ديسمبر 2023 - 07:24 م

كتــابـات


إلى الفنان أيوب طارش .. العمل الأخير لا يليق بك

الجمعة - 19 مايو 2023 - 04:56 م بتوقيت عدن

إلى الفنان أيوب طارش .. العمل الأخير لا يليق بك

كتب / صقر الهدياني

جمعة طيبة وبعد، جميعنا ندرك أنك فنان عملاق، لستَ بحاجة إلى شهادة أحد، كل ماضيك الفني مترفٌ بالألق، صوتك الشجي كان ولا زال صباحاتنا ومساءاتنا، حتى بدون صوتك الذي من المستحيل أن نتخلى عنه؛ أوتار العود تنطق وتتكلم، مذ ونحن صبية نعرف الأغنية من منِطق الوتر، ملأتْ اليمن شمالها وجنوبها بأغانيك، جميعنا أحببناك، دونما شك، كل ألبوم لك أفضل من الآخر، أنت الفنان الذي جمع كل مقاسات وأبعاد الفن؛ الأداء، اللحن، الوتر، طبقات الصوت، الفصحى، الكلمات... أنت عظيم عظيم يا أيوب.

لكن هذا الألبوم الأخير، أسمح لي مع كامل الإحترام لك، لا يناسبك ولا يليق بمقامك، هكذا بنكهة أخرى "مش فن"، لستُ بصددِ تقييمك أنا وحفنة من المراهقين أو اللاذواقين، أو حتى انفصاليين، سأخبرك لِمَ..
بغض النظر عن سياسات جنوبية وشمالية، أولًا، الألبوم بعنوان "المشوار الأعظم" تقصد به الوحدة، الوحدة التي هي أكبر نكبة نكبت الوطن وطحنته شمالًا وجنوبًا، لولا أننا توحدنا لما كنا في خضم هذه المعاناة، جراء الوحدة قُتِلنا، وشُرِدنا، وأُهرِقتْ دماء العديد منّا، ثُم تُطل في أواخر عمرك متغنيًا بهذا الفشل الذريع !!
بل وتحت عنوان "المشوار الأعظم" !؟
أين العظمة يا رجل ؟؟
تتغنى بالوحدة وصنعاء مُحتلة؟
شمالك محتلة؟ يمنك محتلة؟

حرروا اليمن أولًا ثم طالبوا بالوحدة، كيف تتغنّوا هتافًا بالوحدة وأرضكم مُحتلة؟
الوحدة خطيئة باتت مُدنّسة بالكذب، والنهب، والسطو، أكثر من كونكم محتلين وتتغنوا بالوحدة فهذه ينعكس سلبًا عليكم أمام الملأ..

حسنًا، لا تتضايقوا من أمر السياسة والوحدة، تعالوا إلى اللمسات الفنية؛
لا لحن، لا آداء، لا كلمات، لا وتر، بل إن أسلوب "المشوار الأعظم" بات حداثيًا لا يمثل نمطية أيوب المعتادة منذ الزمن القديم.. !!
إن كان ثمّة شيء يستحق المدح فهو صوت أيوب فقط لا محالة، وهذه حقيقة يجب قولها حتّى من أصغر صغير، غناها أيوب في التوقيت الخاطئ، ولكلِ مقامٍ مقام، هذا سقوط فني كبير في آخر العمر، فأيوب بات "مثل وترٍ مقطوعٍ مسّه الطرب"، ربّما الفنان بطبيعته متواضع، بمجرد أشار عليه صبية عديمي شاعرية وذائقة فشرع يُرتّل طيشهم..

كان يمكن لأيوب أن يتخلى عن هذا العمل، كونه في أواخر عمره، وكل شيء في آخره ركيك مثل بداياته، كان يمكن لأيوب أن يقترح شابًا ممن يؤمن بهم ويدربه جيدًا لهذا المشوار.