آخر تحديث :الجمعة - 10 مايو 2024 - 08:57 م

قضايا


حاسبوا برميل القمامة على قتله للطفلة

السبت - 30 ديسمبر 2023 - 11:33 م بتوقيت عدن

حاسبوا برميل القمامة على قتله للطفلة

يكتبه / جمال مسعود

من سيحاسب برميل القمامة على جرائمه التي يرتكبها بحق الابرياء الجوعى الذين لايجدون طعاما طازجا يأكلونه فيقلبون فيه خفية واختلاس عن اعين الناس بحثا عن بقايا الولائم والموائد الدسمة وفضلات الطعام المتكدسة بداخله فيحاربهم فيها يعفنها بخبثه ووحشيته ليحرمهم بقايا طعام البشر من المخلفات والبقايا فاولئك لايعرفون طعاما الا متعفنا يتجرعونه ، ليصطادهم برميل القمامة الفاحش في الاجرام.

برميل القمامة المجرم بلغت جرائمه حد الاعتداء على طفلة بريئة كانت تقلبه بلطف وطموح ان تجد فيه مبتغاها بقايا طعام او قوارير بلاستيكية فارغة فتبحث بداخله لينقض عليها وينكب فوقها يدفنها حية يخنقها بغازاته السامة ويرديها قتيلة ، انه مجرم شديد الفحش في الاجرام ، لم يراعي حداثة سن الطفلة ولا ضعفها ولا جوعها ولا انكسارها وهي تتوسله بعد ان اوصدت في وجهها دكاكين الدولة وبقالاتها ومحلاتها التجارية وبنوكها وارصدتها وموازاناتها ، لم تلتفت الحكومة للجوعى ولا للمشردين ولا لاطفال الشوارع ، لم تسأل عن الفقر المدقع ، ولا الجوع المذل ولا المرض المميت ، بل لم تسأل عن الوطن ولا معاناة شعبه ولا كرامته ، تركت براميل القمامة تعتدي على الانسانية بسمومها وتدفن طفلة حية دون رقيب ولا حسيب.

كيف للحكومة ان تتغاضى عن مثل هذه الجريمة البشعة وتترك جريمة برميل القمامة دون عقاب ، لكنها ستعاقب من ؟ هل ستعاقب من يطوفون ليل نهار سرا وجهار حول براميل القمامة يتسولونها بقايا الولائم والموائد وفضلات الطعام فتقمعهم وتزج بهم في السجون كونهم شوهوا وجه الحضارة الانسانية واساءوا الى سمعة البلد النفطي المطل على اهم ممر دولي والمتحالف مع اغنى دول العالم والجار لاثرى اثرياءها على وجه المعمورة ، ام تراها ستحاسب عامل النظافة الذي لم يدرب براميل القمامة على آلية التعامل مع الطفولة والمنكسرة قلوبهم من المعوزين ومعدومي الدخل ، ام ستحاسب نفسها على الاهمال والتقصير في الواجب الديني والوطني والاخلاقي والانساني تجاه المشردين والذين لامأوى لهم ولا عائل وتكفهم عن التسول واكل بقايا طعام البشر المرمي في برميل القمامة.

لقد صار تقليب براميل القمامة موقع عمل احترافي لدى بعض الذين يقلبونه بحثا عن مايعاد تدويره كالقوارير البلاستيكية والمعدنية والزجاجية واغلفة الطعام وبقايا الموائد ، فالمتخصصين والباحثين في ملفات براميل القمامة كثر في ايام الجوع والفقر والعوز عند غفلة الحكومة عن شعبها وانشغال السياسيين بترتيب اوضاع المستقبل السياسي القادم

ان مقتل الطفلة البريئة على يد المجرم الخطير برميل القمامة الذي انكب عليها ودفنها حية ليقتلها خنقا بالغازات السامة لن تكون آخر جرائمه البشعة ، وان لم يتخذ ضده اشد العقوبة وباسرع وقت ممكن ستتكرر جرائمه بحق الابرياء مرة اخرى ، فكم من بريئ زائر لبرميل القمامة مجبرا بسبب الجوع في ايامنا هذه ، هو مهدد بالقتل على يدي عفونة برميل القمامة وسمومه المميتة فقد فضحته عين الكاميرا التي لاتنام ترصد كل شاردة وواردة وتلتقط كل يوم صور لجرائمه تخدش وجه الانسانية ، وتجرح مشاعرها وتبكي قلوب الامة الاسلامية جمعاء منها دما ، وابشعها جرما هو ان تجد طفلة بريئة تقلب فيه تجمع قوارير بلاستيكية فارغة او تبحث عن بقايا طعام لم يتغير طعمه ينقلب عليها المجرم فيدفنها حية يخنقها بغازاته السامة تحت عين الكاميرا وكانه مشهد من مشاهد افلام الرعب.

سارعوا بمحاسبة برميل القمامة على جرائمه فقد عم ضرره كل مكان وضحاياه من الابرياء بازدياد يوم بعد يوم في ظل هذا الفقر المدقع والاهمال الغير مبرر لقضايا الشعب ومعاناته فقد صورت لنا الكاميرا الوجه المخفي وكشفت حقيقة الوضع المعيشي ومعاناة الناس فلم تعد براميل القمامة مرتعا للكلاب الضالة والقطط الهائمة والغربان الناعقة بل صارت موائد الستر للعفيفة نفوسهم ممن ضاقت بهم المعيشة وقلت بيدهم الوسيلة وانعدم في بيوتهم مايسد الرمق وعزت عليهم كرامتهم ان يمدوا ايديهم للبشر ، فاختبأوا في جنح الليل وعند مطلع الفجر حيث يغفل الناس ليلتمسوا ماتم رميه في برميل القمامة من بقايا طعام ينفضون عنه العفونة ويغسلون مايمكنهم غسله فيفرشونه في موائد العفة وكرامة الانسان المهدورة في مجتمع الذاتية والانوية وتخلي الراعي عن رعيته.