آخر تحديث :الإثنين - 20 مايو 2024 - 01:15 م

اخبار عدن


الموت يغيب تكريمه في الحياة .. العميد الركن صالح محسن القاضي

الجمعة - 05 أبريل 2024 - 07:39 م بتوقيت عدن

الموت يغيب تكريمه في الحياة .. العميد الركن صالح محسن القاضي

عدن / خاص

شهدت جمعية خلاقة الخيرية في مقرها بالمنصورة -عدن ليلة أمس الخميس، الموافق ٢٥ رمضان 1445هـ/الموافق ٤ أبريل ٢٠٢٤م أمسية تأبينية في ذكرى أربعينية فقيد الجنوب العميد الركن صالح محسن علي القاضي نائب رئيس الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي،عضو المجلس الاستشاري للمجلس الانتقالي الجنوبي، الأمين العام لجمعية خلاقه الخيرية الإجتماعية، الماضي، بحضور اللواء الركن صالح علي زنقل رئيس الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي، والعميد ناجي العربي نائب رئيس الهيئة للشؤون السياسية والإعلامية، والعميد حسين عمير رئيس السكرتاريه العامة، والعميد ناصر علي حيدره رئيس فرع الهيئة العاصمة عدن، والبرفيسور يوسف القعيطي رئيس جمعية القعيطي الخيرية بعدن، والأخ صالح أحمد عبدالله الخلاقي وكيل محافظة لحج وحشد من الأهالي والأقارب وأصدقاء الفقيد من مختلف مديريات محافظة عدن.

بدأت الأمسية، التي أدارها باقتدار د.علي الخلاقي، بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة لروح الفقيد العميد صالح محسن القاضي رحمة الله عليه.
ثم ألقى الأخ قاسم علي الخلاقي رئيس جمعية أبناء خلاقه الخيرية الإجتماعية كلمة الهيئة الإدارية ترحم فيها على فقيد الجنوب، وقال: لقد ترك فقيدنا برحيله الى جوار ربه حزناً كبيراً في قلوبنا وفراغا كبيرا في انفسنا وفي عمل جمعيتنا الخيري، ويؤلمنا أنه رحل فجأة ودون وداع وقبل اتمام واستكمال حفل التكريم الذي يليق بمكانته والذي كانت الهيئة الادارية للجمعية قد أقرته في اجتماعها الدوري في ٣ فبراير الماضي وكان موعده مقرراً في ٢٠ رمضان الجاري، تقديرا لكل جهوده المخلصة وحضوره الفاعل في كل اعمال وانشطة جمعيتنا الخيريه منذ تأسيسها، وكنا نتمنى أن نكرمه في حياته..ولكن القدر لم يمهله، ولا راد لقضاء الله..وكل نفس ذائقة الموت.

ثم تحدث عن حياة الفقيد الحافلة بالعطاء والتضحية، ودوره الملموس في تأسيس الجمعية بصفته مؤسساً وأمينا عاما للجمعيةوعمل بكل جد واخلاص في أداء المسؤليه الاجتماعية حباً منه لعمل الخير وخدمة أهله ومجتمعه، رغم ما كان يعانيه من امراض، وبرغم انشغاله في العمل الوطني من خلال موقعه نائباً لرئيس الهيئة العسكريه الجنوبية.

بعد ذلك تحدث د.علي صالح الخلاقي، الذي جمعته بالفقيد علاقة حميمة، شخصية ونضالية، مستعرضاً محطات تفصيلية عديدة من سيرة حياة ومناقب وأدوار ومواقف الفقيد العميد الركن صالح محسن القاضي وطنيا وعسكريا وسياسيا واجتماعيا وغيرها، وفي كافة محافظات الجنوب منذو مطلع السبعينات وحتى اليوم.

وأشار إلى أن الفقيد كان عصامياً وشق طريقه من الصفر حتى حاز على أعلى المؤهلات العسكرية وتبوأ العديد من المناصب خلال مسيرة النضال الوطني، وترك بصماته في كثير من المواقف والمواقع وظل مخلصاً لوطنه ولقضية شعبه، رغم كل الظروف الصعبة، بما فيها ظروفه الصحية التي لم تعيقه أو تحبطه، وكان يتمنى استعادة الدولة الجنوبية التي أفنى سنين عمره من أجلها سواء قبل ضياعها على مائدة الوحدة الضيزى، أو خلال السنوات العجاف بعد غدر الشركاء بالوحدة وتحويلها إلى احتلال وضم وإلحاق.

وتطرق إلى أبرز محطات الفقيد في مسيرة حياته، منذ أن بدأ حياته العملية في مطلع شبابه، بعد الاستقلال الوطني بالتحاقه في القوات الشعبية التي كان يقودها الشهيد البطل ثابت عبد حسين، في معسكر جبل العزة والكرامة، جب (العُر) في يافع، وكان ذلك المعسكر حينها أشبه بأكاديمية عسكرية ميدانية تلقى خلالها الملتحقون التدريبات العسكرية المختلفة على الأسلحة والفنون القتالية على أيدي القائد الفذ ثابت عبد الذي نقل معارفه العسكرية التي تلقاها في القاهرة لأفراد ذلك المعسكر وقد كانوا لاحقاً ممن تقدم الصفوف واجترحوا المآثر البطولية في حرب 1972م التي خاضوها ضد عدوان قوات الجمهورية العربية اليمنية.

وعند تأسيس المليشيا الشعبية عام 1973م، كقوة احتياطية مدربة ومنظمة كان ضمن أول دفعة التحقت في مدرسة الشهيد (عمر علي) من قيادات المليشيا الشعبية وأُرسل مباشرة إلى محافظة المهرة ليضطلع ببدء تشكيل وحدات المليشيا الشعبية هناك وإعدادها وتدريبها.
وفي أواخر عام 1974م ولما أبداه من تفوق في تنفيذ المهام والقدرة على استيعاب المعارف الجديدة، تم إرساله مع عدد من زملائه في دورة تأهيلية إلى جمهورية كوبا، وبعد تخرجه عمل في القيادة الوطنية للمليشيا الشعبية، وأسهم في إعداد المليشيا العمالية وكذا المليشيا الطلابية في مديريات محافظة عدن. ثم ابتعث مجدداً للدراسة الاكاديمية العليا في جمهورية بلغاريا، وكان مسئول البعثة هناك، وقد حاز درجة عالية في هذه الدورة، وعاد ليتبوأ عدداً من المناصب العسكرية.
وفي حرب 1994م الظالمة التي على الجنوب، خاض معارك الدفاع عن عدن والجنوب في مقدمة صفوف المقاتلين، وكان ضمن القيادات ممن غادروا عدن عن طريق البحر إلى جيبوتي، ومنها غادر للعمل إلى أمريكا وبقي فيها عدة سنوات بعيداً عن الأهل والوطن، وظل الشوق ينازعه للعودة إلى وطنه، وعاد بعد صدور قرار العفو العام على أمل أن يتم تصحيح وضعه ووضع الآلاف من الضباط العسكريين الجنوبيين أمثاله، لكن شيئاً من ذلك لم يتم، وبقي في بيته بدون عمل ضمن من أطلق عليهم (حزب خليّك بالبيت).
وتطرق د.علي الخلاقي إلى دور الفقيد القاضي في النضال السلمي الجنوبي، حيث كان ضمن القيادات العسكرية التي تصدرت جمعية المتقاعدين العسكريين ومن ثم الحراك السلمي منذ 2007م وبقي يعمل بهمة وحماس مع زملائه ضد نظام المخلوع، وكان حضوره ملموساً من خلال تواجده في عضوية عدد من اللجان في الحراك الجنوبي وفي جمعية المتقاعدين العسكريين. وحين تكرر الغزو على الجنوب في العام الماضي 2015م كان له دوره الملموس في مواجهة هذا الغزو وعمل بدأب في تنظيم وإدارة عمليات المقاومة الجنوبية في عدن وفي تقديم الدعم اللوجستي مع عدد من زملائه، وظل بيته مقراً لاجتماعات متواصلة للقيادات الميدانية، مثلما كان قبل ذلك ملتقى لجلسات الكثيرين من قيادات الحراك السلمي الجنوبي.
كما استعرض نشاطه الاجتماعي والخيري من خلال تبوأه لمسئوليات متعددة في عدد من الجمعيات الخيرية، منها رئيس لجنة الرقابة لجمعية يافع الخيرية بعدن، وأمين عام جمعية خلاقة الخيرية في عدن، وعضو سكرتارية مجلس تنسيق ابناء يافع في عدن.

وبرز نشاطه بصورة ملحوظة خلال الظروف الصعبة التي عاشتها عدن والمحافظات الجنوبية بعد الغزو الهمجي، حيث عمل مع قادة المقاومة على تعزيز وحفظ الأمن والسكينة العامة، والاهتمام بأسر الشهداء والجرحى وحث أهل الخير لدعمهم وتقديم كل المساعدة لهم وكان أحد أعضاء منظمة الإغاثة الشعبية التي ترأسها الشيخ ناصر علي عاطف الكلدي.
ثم القى العميد ناجي العربي كلمة الهيئة العسكرية العليا، تحدث فيها عن محطات نضالية مختلفة جمعتهم مع رفيق دربهم الفقيد العميد صالح محسن القاضي بدءاً من ملتقيات التصالح والتسامح عام ٢٠٠٦م ثم ملتقيات تأسيس جمعيات المتقاعدين العسكريين ٢٠٠٧م، ثم أثناء تأسيس واشهار الهيئة الوطنية العليا للاستقلال ١٩ يناير ٢٠٠٨م، مروراً بالنضال السلمي، وبعد الانتصار على عدوان نظام صنعاء بنسخته المحدثة حوثيا ومذهبيا يوليو ٢٠١٥م عند تأسيس واشهار الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي في ٣١ اغسطس ٢٠١٦م، واستمر في نضاله الطوعي نائباً لرئيس الهيئة العسكرية على مدى تسع سنوات حتى توفاه الله وانتقل إلى جوار ربه راضيا مرضيا، رحمة الله عليه وطيب الله ثراه.

بعدها أعطيت الكلمه لنجل الفقيد الولد أكرم صالح محسن القاضي شكر فيها كافة الحاضرين مدنيين وعسكريين، مكررا شكره الجزيل لكافة من شاطرهم حزنهم الكبير برحيل والدهم أكان أثناء الوفاة والصلاة على الفقيد والتشييع وتقديم واجب العزاء حضورا واتصالا مباشرا وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفه، مؤكداً بأن تلك المواقف تدل على مشاعر الاخوة والوفاء، مؤكدا على أن يواصلوا مشوار الحياة على درب وهدى أباهم، وعلى سيرة نضاله واخلاقه والقيم والمبادئ التي عاش عليها.

كما ألقيت كلمات من قبل د.يوسف القعيطي رئيس جمعية القعيطي الخيرية، والأخ صالح أحمد عبدالله الخلاقي وكيل محافظة لحج ، أشادت بمناقب الفقيد وما ترك من بصمات في مسيرة النصال الوطني والخيري.
وتليت في الأمسية رسالة بعث بها من بريطانيا د.يحيى الريوي تحدث فيها عن ذكريات الدراسة التي جمعته به في بلغاريا وأشاد بمناقب الفقيد ، كما القى عبدالله سالم الخلاقي أبياتاً شعرية في رثاء الفقيد..
وعوضاً عن التكريم الذي كان مقرراً للفقيد قبل وفاته، أختتمت الأمسية بتكريمه بدرع الوفاء التذكاري المقدم من جمعية أبناء خلاقه الخيرية الإجتماعية باعتباره أحد مؤسسيها وأمينها العام حتى يوم وفاته، وأستلم درع الوفاء ولده المبارك أكرم صالح القاضي.
رحم الله الفقيد القاضي وأسكنه فسيح جناته.