آخر تحديث :الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024 - 12:35 م

كتابات


بأي حال عدت يا عيدُ ، ولحم العيد بعيدُ

الخميس - 13 يونيو 2024 - 12:28 م بتوقيت عدن

بأي حال عدت يا عيدُ ، ولحم العيد بعيدُ

طارق سالم بن الشيخ سعد

ما إن تهل الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجه الحرام إلاّ وتعلن الكثير من الأسر حالة الطوارئ، جرياً هنا وهناك بحثاً عن كسوة العيد للصغار والكبار و بحثا عن لحم العيد . ومع الارتفاع الفاحش للأسعار اصبحت الكثير من الأسر غير قادره على شراء ملابس العيد لجميع افراد الأسرة مما يضطرهم إلى لبس ملابس عيد الفطر مرة أخرى في عيد الأضحى أو السعي للوصول الى الجمعيات والمؤسسات وفاعلي الخير والذين يقدمون كسوة العيد وإن تم تجديد وتحديث هذه الملابس بقطع أخرى عند المقتدرين منهم باعتبار عيد الأضحى العيد الأعظم عند المسلمين لإرتباطه بسنة نبوية الآ وهي ذبح الاضحية ,وبركن من اركان الإسلام الخمسة الا وهو الحج .
تزدحم الأسواق هذه الأيام بمختلف انواع الأغنام منها المحلي ومنها المستورد وبالرغم من كثرة المرتادين على هذه الأسواق إلّا إننا نجد عزوفاً من قبل الكثير من أرباب الأسر عن الشراء بسبب ارتفاع أسعار الأغنام ولجوء البعض للبحث عن شريك أو أكثر لشراء الأضحية عدا الميسورين والمقتدرين الذين يشترون بأريحيه كبيره أما بقية المرتادين فهم يأتون لتقضية الوقت ورؤيه الأغنام ومعرفه الأسعار لإشباع الفضول فقط .
إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها معظم الأسر من انخفاض قيمة الراتب الشهري مقارنة بمتطلبات المعيشة واحتياجاتها المتعددة إضافة لمتطلبات عيد الاضحى من ملابس وأضحية جعل الكثير من أرباب هذه الأسر يفكر في شراء الدجاج بدلاً من الإضحية وبدلا ًمن عدة كيلوجرامات من لحم الأغنام وذلك لعدم مقدرته على ذلك أو يبحث على لحم العيد من أحد فاعلي الخير أو الجمعيات والمؤسسات التي تقدّم الأضاحي ولحم العيد للمحتاجين .
تنشط بعض الجمعيات والمؤسسات في هذه الأيام الفضيلة من العشر لذي الحجه في السعي لتوفير كسوة العيد والأضاحي وتوزيعها على المحتاجين من خلال التواصل المباشر معهم أو التواصل مع لجان الأحياء الشعبية التي ينتمي إليها هؤلاء المحتاجين لتسجيل أسمائهم في الكشوفات وليتم تزويدهم بما كتب الله لهم من كسوة العيد و لحم الأضاحي ، وبحكم العدد الكبير من المحتاجين وقدرة هذه الجمعيات المحدودة فانه تظلّ أسر أخرى محتاجه للحم العيد لم يتم الوصول اليها ولا يستطيع رب الأسرة أن يشتري لها لحم العيد بل حتى لا يستطيع ان يشتري لها دجاج خلال أيام العيد ليظل تائهاً حيراناً بين توفير لحم وكسوة العيد وبين اظهار فرحة العيد على شفاه افراد أسرته كباقي الاسر وليبقى همه الأكبر في هذه الأيام هو الحصول على لحم العيد مما يجعله يدمدم كثيرا كلما سأله احدهم عن لحم العيد وكأن لسان حاله يقول : بأي حال عدت ياعيدُ ، ولحم العيد بعيدُ