حسب “رويترز “إيران أبلغت السعودية إن الحوثيين سيردون عليها في حال تم قصف طهران بتسهيلات لوجستية من المملكة.
ليس هناك ماهو إبتزاز فج أكثر من أن تحارب بغيرك، وتصنع البدائل ليخوضوا حرباً ليست حربهم ومن أجل مراكمة مكاسب ليست لهم.
إيران تعيد حساباتها وترتب أولويات من يخدم أمنها القومي الداخلي أكثر، وبالتالي ترمي بثقلها السياسي التسليحي لدعمه، وتحويله إلى مخلب قط بلا قرار وبلا سيادة ومرتهن في مواقفه لإملاء طهران ، وهنا يبرز الحوثي كجسم يملأ الفراغ الذي تركه حزب الله، جراء تقليص قوته إلى الثلث وماض عملية تصفيته عسكرياً، ليحل محله الحوثي ، فحزب الله مطلوب إيرانياً لديماغوجية الشعار ، وتوفير الغطاء للتمدد تحت عنوان محاربة إسرائيل ، في ما الحوثي هو الأكثر أهمية بما يتصل بأمن إيران وحماية مصالحها ، وترسيمها كطرف فاعل في مفاوضات تقاسم حصص المنطقة، ورسم خرائط النفوذ البديلة.
تتحرك إيران بخطين : تقديم نفسها بصاحبة الصوت العالي المناهض لإسرائيل ، وفي الخط الثاني تتحرك بواقعية وإن كانت في الغرف الموصدة ، حيث يمكن لها التنازل عن حزب الله ، مقابل الإمساك بالحوثي لموقعه المطل على الثروات والمضائق ، وثقل المصالح الدولية والإمريكية. على تخوم حدوده الجنوبية.
قول مسؤول إيراني لرويترز بجاهزية الحوثي لقصف منابع نفط السعودية، حال رد إسرائيل على طهران ، هو مجرد رأس جبل الجليد لما هو مناط بالحوثي من مهام ، تضع الجوار بأكمله تحت دائرة الخطر ، بتهديد الممرات والثروات وإختطاف أمن وسلام المنطقة.
هذه الإشارة العدائية تجاه الرياض ، تجبر صناع السياسة والقرار فيها ، على التماهي مع التوجهات الدولية لضرب إيران في اليمن ،بنزع أظافر الحوثي، وتحويله إلى مجرد لاعب محلي بلا إرتدادات إقليمية تهدد المحيط، بضرب قدراته الصاروخية وعتاده الثقيل ، وترك الخطوة اللاحقة أمام مفترقين : أما أن ينخرط في مسار التسوية بلا ميزة تفضيلية ، أو يتم إطاحته بتقوية شوكة خصومه عسكرياً ، وسد مكامن الضعف السياسي في الجبهة المضادة للحوثي ، وخوض معركة الإمساك بالأرض وفق تصورات سياسية متفق عليها مسبقاً.