ارتبط اليمنيون بالفنان المصري الراحل حسن يوسف ، الذي وافته المنية الثلاثاء الماضي عن عمر ناهز 90 عامًا، بصورة مغايرة عن أقرانه من الفنانين والممثلين المصريين الآخرين.
ونعى اليمنيون عبر منصاتهم الرقمية الفنان ، بل وطالب بعضهم المسؤولين اليمنيين في السفارة لدى القاهرة، المشاركة والحضور لتقديم واجب العزاء لأسرة الفنان حسن يوسف، بالنيابة عن الشعب اليمني.
ويعود ارتباط الشارع اليمني بالفنان المصري، إلى العام 1966، والذي شهد وقتها إنتاج فيلم مصري من بطولته إلى جانب كوكبة من الفنانين الآخرين، تم من خلاله محاكاة ثورة اليمن الشمالي آنذاك، في الـ26 من سبتمبر من العام 1962، الثورة التي أنهت حكم الإمامة وأعلنت قيام الجمهورية.
تفاعُل اليمنيين، مع وفاة الفنان حسن يوسف، جاء في ظل انقلاب ميليشيا الحوثي على الجمهورية والحكومة الشرعية، في محاولة منها لاستعادة إرث الأجداد (الإمامة) الذين لفظهم الشعب في ثورة سبتمبر، لا سيما وأن الحوثيين يُعدّون امتدادًا لهم.
يحمل الفيلم اسم "ثورة اليمن"، إذ حَرَصَ منتجوه على تصويره من داخل الأراضي اليمنية، وقد دارت أحداثه بين محافظتي صنعاء وتعز، طبقًا ومحاكاة واقعية لثورة سبتمبر، وهو من بطولة ماجدة وعماد حمدي وحسن يوسف وصلاح قابيل بالإضافة إلى صلاح منصور الذي جسّد دور الإمام أحمد، آخر حكام الإمامة، الذين ثار اليمنيون في وجهه.
ويُصنّف الفيلم ضمن أفلام التشويق والإثارة، ويحظى بدرجة تقيميه 5.3، وفق بعض المواقع الإلكترونية الخاصة بتقييم وتصنيف الأعمال السينمائية، وهو من تأليف صالح مرسي، وسيناريو وحوار علي عيسى وعلي الزرقاني، ومن إخراج المخرج الشهير عاطف سالم.
تدور قصة الفيلم، حول شاب يمني يدعى منصور بن صمود، والذي يجسده الراحل حسن يوسف، الذي يعود من مصر إلى أرض وطنه، بعد أن أكمل دراسته الجامعية، وهو ما يثير حفيظة الإمام، كونه شابًّا متعلمًا وسط مواطنين غير متعلمين، إذ كان الحكام الإماميون يعتمدون في سياسة حكمهم على تجهيل الشعب.
وخلال أطوار الفيلم، الممتد لنحو ساعة ونصف الساعة، يحاول الإمام التخلص من الشاب منصور، عبر قتله، إلا أن الشاب ينجح في النجاة منه، لينضم إلى تكتل الأحرار الذي يضم مجموعة من الضباط والعسكر إلى جانب مدنيين، والذين خططوا ونفذوا ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، بدعم مباشر من الرئيس المصري حينها جمال عبدالناصر. وتنتهي أحداث الفيلم باندلاع الثورة، واقتحام الثوار لقصر الحكم.