آخر تحديث :الإثنين - 09 ديسمبر 2024 - 11:01 م

عرب وعالم


بعد الفشل الدبلوماسي الأمريكي .. تحولات استراتيجية في الشرق الأوسط

السبت - 23 نوفمبر 2024 - 04:31 م بتوقيت عدن

بعد الفشل الدبلوماسي الأمريكي .. تحولات استراتيجية في الشرق الأوسط

عدن تايم/سكاي نيوز عربية

في ضوء الفشل الدبلوماسي الأميركي في إدارة الأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط، تتزايد التحولات السياسية في المنطقة، حيث أصبحت الولايات المتحدة تشهد تراجعًا واضحًا في نفوذها.

وفي فقرة نقاشية على قناة "سكاي نيوز عربية"، ناقش موفق حرب، محرر الشؤون الأميركية في سكاي نيوز عربية، تأثير هذا التراجع على السياسة الإقليمية.

حرب أشار إلى أن أميركا تحت إدارة الرئيس بايدن لم تتمكن من تقديم حلول فعّالة للأزمات المستمرة مثل الحرب في غزة والنزاع في اليمن، ما أدى إلى فراغ سياسي في المنطقة استفادت منه دول أخرى.


دول الخليج تسعى لقيادة التغيير في المنطقة


في الوقت الذي يزداد فيه الدور الأميركي تراجعًا، أشار حرب إلى أن دول الخليج بدأت تتحرك بشكل مستقل، مبدية استعدادها لتولي زمام المبادرة في معالجة الأزمات الإقليمية.

حرب أكّد أن دول الخليج بدأت تعزز من استراتيجياتها الدبلوماسية، خاصة فيما يتعلق بتحقيق التهدئة مع إيران، ما يعكس نضجًا سياسيًا واضحًا في هذه الدول.

كما أشار إلى أن بعض الدول الخليجية، مثل المملكة العربية السعودية، تسعى إلى تسوية نزاعاتها مع جيرانها من أجل ضمان الاستقرار الداخلي والإقليمي بعيدًا عن التأثيرات الغربية.


إسرائيل تضاعف الضغط على إيران: تصعيد في الصراع الإقليمي


وفي الوقت نفسه، لفت حرب إلى أن إسرائيل تعمل على تغيير استراتيجيتها في مواجهة إيران، من خلال تصعيد الهجمات ضد المواقع الإيرانية في لبنان وغزة.

حرب أوضح أن إسرائيل لم تعد ترى في إيران تهديدًا بعيدًا بل تحول الصراع إلى أرض الواقع، ما يعكس رغبتها في تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة.

هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت حساس، حيث تزداد المخاوف الإسرائيلية من توسع دائرة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وهو ما دفع إسرائيل إلى توجيه ضربات مباشرة لمواقع استراتيجية.


إيران تواصل سياساتها الإقليمية مع تجنب التصعيد مع الغرب


من جهتها، واصل المسؤولون الإيرانيون التحركات الدبلوماسية مع دول المنطقة، ساعين لتخفيف الضغوط الدولية عليهم. حرب أشار إلى أن إيران بدأت تنتهج سياسة أكثر مرونة في التعامل مع الدول الخليجية، خاصة بعد التقارب الأخير مع المملكة العربية السعودية والإمارات.

هذا التقارب يشير إلى رغبة إيران في تقليل حدة التوترات مع جيرانها، رغم استمرار تحدياتها مع الغرب حول برنامجها النووي. حرب لفت إلى أن هذه الخطوات تكشف عن تحركات إيرانية تسعى لتوسيع دائرة الحوار الإقليمي من أجل ضمان استقرار اقتصادي وجيوسياسي.


التقارب الإقليمي: دول الخليج تتقارب مع إيران


في هذا السياق، تحدث حرب عن التقارب المتزايد بين دول الخليج وإيران، مشيرًا إلى أنه لم يعد من الممكن الفصل بين مصالح هذه الدول بسبب المصالح الاقتصادية المشتركة والاستقرار الإقليمي.

وأضاف أن بعض الدول الخليجية بدأت تدرك أن السياسة الخارجية القائمة على المواجهة مع إيران لم تعد مجدية، وأن التعامل معها من منطلق المصالح الاقتصادية قد يساهم في خلق استقرار طويل الأمد.

حرب أشار إلى أن زيارة المسؤولين الخليجيين إلى طهران تؤكد رغبة الدول الخليجية في تقليل التوترات والعمل على بناء علاقات دبلوماسية جديدة.


مرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية : من الأيديولوجيا إلى المصالح


أشار حرب إلى أن المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة من التركيز على المصالح المشتركة، بعيدًا عن الانقسامات الأيديولوجية التي سادت العقود الماضية.

وأكد أن التحولات الحالية تُمثل بداية لنهاية الفترات السابقة التي تمحورت حول الخلافات الأيديولوجية بين إيران والدول العربية، خصوصًا في ظل تطورات اقتصادية وأمنية تتطلب التعاون بدلاً من العداء.

هذه التحولات تفتح الطريق لمرحلة جديدة تركز على تحقيق المصالح الوطنية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.


الشرق الأوسط يعيد تشكيل تحالفاته بعيدًا عن النفوذ الأميركي


وأكد حرب أن المنطقة في طريقها لتشكيل تحالفات جديدة بعيدًا عن التدخلات الأجنبية، خصوصًا بعد تراجع النفوذ الأميركي في ملفات حيوية. الدول الخليجية تسعى الآن إلى بناء شبكة علاقات مستقلة تمكنها من التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.

هذا التغير في السياسات قد يشكل مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، حيث أصبح التركيز على المصالح المشتركة بدلاً من الأيديولوجيا.