آخر تحديث :الأحد - 27 أبريل 2025 - 10:49 م

عرب وعالم


هدنة غزة.. مرحلة واحدة هل تكفي؟

الأربعاء - 26 فبراير 2025 - 03:05 ص بتوقيت عدن

هدنة غزة.. مرحلة واحدة هل تكفي؟

وكالات

يضع الفلسطينيون أيديهم على قلوبهم، في كل مرة تقسّم فيها إسرائيل الحلول والاتفاقيات إلى مراحل، ولهم في ذلك تجارب مريرة، أكان في اتفاق أوسلو الذي مر عليه أكثر من 31 عاماً، ولم تبدأ مرحلته الثانية بعد، أو اتفاقية كامب ديفيد، وتكرار المشهد.


في اتفاق غزة، ما يدلل على السيناريو ذاته، إذ تعثرت المرحلة الأولى في غير محطة، وباتت الثانية في مهب الريح، بفعل المماطلة الإسرائيلية، بل إن إسرائيل أخذت تلوح بالعودة إلى الحرب، وظهر هذا جلياً في تعيين وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية رون ديرمر، رئيساً للوفد الإسرائيلي المفاوض، والمعروف عنه قربه من نتنياهو، الأمر الذي يقرأ فيه مراقبون، محاولة لاستكمال المشروع اليميني المتناغم مع الوزراء بن غفير وسموتريتش، والمنادي بالعودة إلى الحرب.


من وجهة نظر مراقبين، فانخراط إسرائيل في مفاوضات المرحلة الثانية، يعني انفراط عقد ائتلاف نتنياهو الحكومي، لأن الحرب ستنتهي بشكل كامل مع نهاية المرحلة الثانية حسب ما نصت عليه بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وعليه، فالمشهد الإسرائيلي أصابه الإرباك.. الشارع الإسرائيلي يغلي تحسباً لانهيار الاتفاق، وينادي بالاستمرار في الهدنة والإفراج عن المختطفين الإسرائيليين، وأركان الحكومة يحرضون للعودة إلى الحرب.


استناداً إلى الباحث والمحلل السياسي أكرم عطا الله، فإن نتنياهو المعروف بإتقانه المراوغة السياسية، ظل يرفض اتفاق التهدئة، حتى تم تقسيمه إلى مراحل، ليتسنى له المماطلة كيفما يشاء، مشيراً إلى وضعه شروطاً تعجيزية في كل جولة تفاوضية، على أمل ألا يقبلها الفلسطينيون والوسطاء، ويتكئ على هذا الرفض في تمرير مخططاته، وأخطر فصولها مشروع التهجير.


وما يزيد الطين بلّة ويثير المخاوف حسب عطا الله، الضوء الأخضر الذي منحته إدارة ترامب لنتنياهو، كي يتخذ «القرار المناسب» ومن ثم دعمه، وهذا لا يبشر بخير لجهة عودة الحرب، وفق قوله.


وثمة من المراقبين، من يرى أن صورة نتنياهو في أحد المنازل التي احتلها جيشه في طولكرم، بمقام خريطة طريق لمسار المرحلة الثانية، التي تؤشر إلى تصعيد قادم في الضفة الغربية، من شأنه أن يبعثر أوراق المرحلة الثانية.

يقول الكاتب والمحلل السياسي عاطف أبو سيف: «بعدما ضمنت إسرائيل الهدوء في غزة، والإفراج عن مختطفيها بشكل تدريجي، فلن يضيرها تأخير المرحلة الثانية، فكل ما تسعى إليه حركة حماس، تحسين نتائج الاتفاق، بإدخال المنازل المتنقلة والمواد الغذائية إلى قطاع غزة، وستبقى مضبوطة باتفاق وقف إطلاق النار».


وعلى تخوم المرحلة الثانية، تطفو أسئلة كثيرة على السطح من قبيل: هل يكتفي نتنياهو بالمرحلة الأولى فيسعى لتمديدها؟ وهل يدير ظهره لجنوده (العسكريين) ويواجه غضب أهاليهم، ولا سيما بعد موجة الفرح التي عاشها أهالي المحتجزين المدنيين، مقابل العودة إلى الحرب؟ وهل يعمل على تخريب المرحلة الثانية بعد أن يكون قد جرّد حركة حماس من ورقتها الذهبية؟.. الإجابة لن تتأخر، ولا سيما في ظل إغداق المغريات عليه من حليفه ترامب، بقتل الحياة في غزة ودفع أهلها إلى الرحيل، ورفض عودة حركة حماس كي تحكم غزة.


ويسلط اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية، الضوء على تباين الموقف الإسرائيلي حيال المرحلة الثانية من اتفاق هدنة غزة، بحيث يتأرجح ما بين التلويح بـ«غزة ثانية» في الضفة، ودعم توجهات استئناف القتال في غزة، حتى تحقق الحرب أهدافها