يعيش تنظيم الاخوان الارهابي حالة من التخبط الإعلامي المزمن، ومنها أن الإعلامي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين جمال ريان أثار جدلًا واسعًا بعد نشره تغريدتين متناقضتين، الأولى يدافع فيها عن إيران بشراسة، والثانية يتضرع فيها لحماية قطر من قصف إيراني استهدف قاعدة العديد!
في التغريدة الأولى، وصف ريان منتقدي إيران بـ"الطابور الخامس من أولاد الحرام المنافقين الفاقدين للثوابت والمبادئ والقيم الدينية"، مهاجمًا كل من يعارض النظام الإيراني، معتبرًا إيران "المسلمة" خطًا لا يجوز المساس به.
لكن المضحك المبكي — كما وصفه رواد مواقع التواصل — أن جمال ريان لم يلبث أن نشر تغريدة أخرى يقول فيها: "اللهم احفظ قطر يا رب العالمين" وذلك بعد دقائق من أنباء مؤكدة عن قصف إيراني طال قاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تُعد من أهم القواعد الأمريكية في الخليج.
ويكشف هذا التناقض خللًا بنيويًا في الخطاب الإعلامي الإخواني، الذي يراهن دومًا على اللعب بالأوراق الطائفية والسياسية، دون اعتبار للمصلحة العربية أو حتى الواقعية السياسية، فكيف يمكن الدفاع عن نظامٍ يرى كل العرب مجرد أوراق تفاوض ولا يعترف بأي حليف سوى ذراعه الطائفي؟
و ما جرى ليس مجرد تناقض شخصي، بل هو نموذج لحالة الازدواجية الإخوانية: تهاجم كل من ينتقد إيران، ثم ترتجف عندما تصل صواريخها إلى سماء الدوحة، والحقيقة المرة التي تكشفها هذه القصة القصيرة – المبكية المضحكة – أن إيران لا تعترف بالعرب أصلًا، ولا تفرّق بين حليف أو خصم، فالجميع في عرف طهران مجرد "هامش" لمشروعها الفارسي الطائفي.
وفي النهاية، لم يُحرج جمال ريان منتقديه بقدر ما فضح حجم الارتباك والتناقض الذي يعيشه الإعلام الإخواني، حيث يهلل لصانع النار، ثم يصرخ طالبًا النجاة من لهيبها، فهل سيتوقف هذا الخطاب المزدوج؟ أم أن القادم يحمل تناقضات أشد غرابة؟