آخر تحديث :الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 01:13 م

كتابات


بمناسبة تكريمه: عبود خواجة… صوت الشعب وروح الثورة

السبت - 29 نوفمبر 2025 - 11:08 ص بتوقيت عدن

بمناسبة تكريمه:
عبود خواجة… صوت الشعب وروح الثورة

د.علي صالح الخلاقي

الفنان النبيل عبود خواجة ليس مجرد مطرب أو صاحب صوت قوي وحضور لافت؛ إنه أحد أعمدة الفن الجنوبي المؤثر، وأحد الذين سخّروا موهبته للدفاع عن حق شعبه في استعادة كرامته وحريته ودولته المستقلة. ظلّ عبود، وما يزال، نموذجاً للفنان المنحاز للناس وقضاياهم، لا يلين ولا يساوم، يحمل صوته على كتفه كما يحمل المناضل بندقيته، وينثره في الساحات والميادين لتستيقظ الهمم وتتحرك الإرادة.

ولن ننسى أن صوت عبود المجلجل أرعب وأزعج نظام الاحتلال وكان شوكة في حلقه ، يُربك حساباته ويُقلِق أجهزته الأمنية، حتى أن اسمه وأغانيه ظلت رديفاً للثورة الجنوبية حينما كان سباقاً في التفاعل مع إرادة شعبه،، بل إن سماع أغانيه الثورية كان سبباً في ملاحقات واعتقالات تعسفية من قبل قوى أمن الاحتلال، لأن أعانيه لم تكن مجرد أنغام، بل كانت شرارة توقظ الحماس في نفوس آلاف الجنوبيين، وتدفعهم لكسر حاجز الخوف. ولذا ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بالثورة الجنوبية، فهو من أوائل من تفاعلوا مع نبض الشارع، وكان دائماً حاضراً في كل لحظة مفصلية، صوتاً للحرية وإرادة للتغيير. وما زالت تتردد في ذاكرة الجنوبيين تلك الأهازيج الثورية التي رافقت هبّتهم الشعبية خطوة بخطوة، ومنها قصيدته التي تدعو لتشمير سواعد أبناء الجنوب، وأصبحت معلماً من معالم الأغنية الثورية الجنوبية:


فوق السحابة فوق رفرف يا علم

فوق الجبال السود في روس القمم

شف ثورة الأحرار تكفلها الشعوب

اليوم شمر ساعدك يا ابن الجنوب

أنا موقفي واضح ولي مبدأ ارتسم

ومطلبي دولة باسمي في الأمم

اليوم شمر ساعدك يا ابن الجنوب

لم يكن عبود فناناً يراقب من بعيد، بل كان جزءاً حياً من المليونيات التي خرج بها شعب الجنوب بكلماته وأغانية المعبرة. وفي إحدى تلك اللحظات المشهودة قال موجها كلمته للجماهير الثائرة:" "ثوروا يا أحرار الجنوب لانتزاع حقكم… وأنا معكم بقلبي وكل ما أملك… وأحيّي هذا الحشد الشعبي العظيم."


وإلى جانب أغانيه وأناشيده المجلجلة المكرسة للثورة، فالفنان عبود خواجة هامة فنية سامقة وأحد أبرز نجوم الفن والطرب الأصيل في فضاء الفن العربي الذين اثروا- وما زالوا- ذائقتنا الفنية بفنهم الجميل،

حيث أبدع باحتراف وإتقان في أداء الألحان الطربية الجميلة المختلفة اليافعية والحضرمية واللحجية والعدنية والصنعانية والخليجية في العزف والأداء، وباقتدار عجيب, وأصبح من المطربين المتميزين

في اليمن والخليج روعة وإطراباً.


شكراً للجالية الجنوبية ومجلس أبناء يافع العام في بريطانيا على هذه اللفتة النبيلة لتكريم فناننا القدير. ونأمل أن يلقى تكريمه الأكبر والمستحق في العاصمة عدن، في أرض الوطن الذي غنّى له واحتضنه في قلبه وفنه في

كل مكان حلّ فيه.


تحية إجلال وإعجاب لفنان الشعب وصوته الصادق عبود خواجة

د.علي صالح الخلاقي

28نوفمبر2025م