حين يُكرَّم الشرفاء، تتزين المنصات، وتعلو الهامات، لأن التكريم هنا ليس مجرد درع يُسلَّم، بل شهادة للتاريخ بأن هذا الإنسان كان يومًا في الميدان، وكان صوته وعدسته وموقفه في صف الحقيقة.
اليوم، نقف أمام لحظة وفاء مستحقة، يُكرَّم فيها الإعلامي الميداني الصلب، جيزان خالد الحميدي، الذي لم يعرف الخطوط الرمادية، بل اختار أن يكون في الصف الواضح: صف الوطن، صف الناس، صف الموقف.
جيزان الحميدي لم يكن يوماً تابعاً لمكتب ولا محسوباً على منصب… بل محسوب على الضمير.
حمل الكاميرا كما يحمل الجندي بندقيته، لا للتجميل، بل لكشف الحقائق، لإبراز الوجع، ولتخليد لحظات الصمود والكرامة في هذا الجنوب الذي أنجبه.
كان أول الواصلين إلى الحدث، وآخر المغادرين.
لم ينتظر توجيهًا… بل كان هو التوجيه.
لم يكن تلميذًا في مدرسة الإعلام… بل صار مدرسة تُدرَّس في الصدق والاتزان والاحتراف.
في زمن تعرّى فيه كثيرون، وارتدى فيه الإعلام عباءات الزيف، بقي جيزان الحميدي كما عهدناه:
وفياً لمهنته، مخلصاً لقضيته، صادقاً في نقله، عصيًّا على الابتذال والابتلاع.
وهذا التكريم ليس إلا وقفة قصيرة أمام جبل من الجهود، وقبلة احترام على جبين رجل نذر نفسه ليكون صوت الميدان وصورة الوطن.
إن تكريم جيزان، هو تكريم لكل من اختار أن يكون إعلامه في خدمة الحقيقة، .