شكّلت صحيفة الأيام، ورئيس تحريرها الصحفي والشخصية الوطنية الفقيد هشام باشراحيل، في بدايات عودتها إلى نشاطها الصحفي، علامة فارقة نقلت مدينة عدن إلى مصاف العواصم الإعلامية المتقدمة كالقاهرة وبيروت والكويت. لم تكن الصحيفة ذات خط سياسي ضيق، بل صنعت مساحة رحبة للفكر والثقافة والسياسة، واحتضنت جميع الآراء دون استثناء.
وجدنا عبر صفحاتها أقلامًا صحفية وثقافية أحبّت عدن وكتبت لها بوفاء؛ أقلام رحلت عنّا، وبقي الوجع والتخلّف والفقر جاثمًا على صدر المدينة. لقد آمن الراحل هشام باشراحيل إيمانًا عميقًا بدور “الأيام” في نصرة القضايا العادلة، وفي مواجهة مراكز الفيد والنهب في صنعاء، كما كان من أبرز الداعمين لعودة النشاط الاقتصادي والتجاري لعدن كمدينة مفتوحة وبوابة عبور نحو العالم.
كان الفقيد هشام باشراحيل لا ينام إلا بعد أن يتابع أخبار مدينة عدن والجنوب أولًا بأول، وبذل جهده وصحته في خدمة المستضعفين، ملازمًا لقضايا الناس ومواقفهم حتى آخر يوم في حياته. رحل عنّا، وما تزال الأوجاع شاهدة على نضاله القوي ومسيرته التي لم تتوقف.
ومن هنا، أطالب نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين بتنظيم فعالية كبرى توثّق عودة صحيفة “الأيام” ودورها في النهوض بالوعي السياسي الجنوبي، ذلك الدور الذي كان الراحل هشام باشراحيل فارسَه بالكلمة، وقد أفردت الصحيفة صفحاتها لنضال الجنوب حتى تجذّر هذا الانتصار اليوم.
ختامًا، إن تكريم صحيفة الأيام ورئيس تحريرها الفقيد هشام باشراحيل بإطلاق اسمه على إحدى شوارع عدن ليس مجرد احتفاء بصحيفة أو شخص؛ بل هو احتفال وطني واستحقاق للأبطال والرجال الأوفياء. إن هذا التكريم يمثل تقديرًا لتاريخ وطني حيّ وأساسي في مسار الجنوب وتطوره، ويجسّد رسالة الإعلام الحر والملتزم بقضايا وطنه وشعبه.