في خطوة إنسانية وأخلاقية نبيلة تعبّر عن قيم الوفاء والإنسانية التي يتميز بها أبناء يافع، قام طلاب من يافع بزيارة معلمهم المصري الأستاذ محمد عبدالعال في منزله في صعيد مصر، في منطقة أولاد يحيى الحاجر – مركز دار السلام – محافظة سوهاج.
فبعد سنوات طويلة من الفراق تُقدّر بنصف قرن من الزمن، قرر طلاب ثانوية عبدالرحمن قحطان في يافع البحث عن أخبار معلمهم المصري الأستاذ محمد عبدالعال، مدرس مادة الكيمياء للأعوام الدراسية 1988–1989، لمعرفة ما إذا كان على قيد الحياة أم وافته المنية. وبعد بحث طويل، تم التأكد بأن أستاذهم الفاضل ما زال حيًّا يُرزق ويتمتع بالصحة والعافية، حينها قرر الطلاب، الذين أصبحوا كهولًا، زيارة معلمهم وتقبيل رأسه وجبر خاطره، وردّ القليل من الوفاء والامتنان على ما قدّمه في مجال التعليم بتلك المرحلة.
وبعد البحث والسؤال مع أحد أبناء الصعيد، وصل الفريق الطلابي إلى رقم هاتف الأستاذ عبدالعال، وتم التواصل معه وتحديد موعد اللقاء، حيث استقبل الأستاذ المصري طلابه بالأحضان وبحفاوة كبيرة، وبالكاد تعرّفوا على بعضهم البعض بسبب مرور الزمن وتغيّر الملامح والوجوه، ولكن بعد إعادة شريط الذكريات تم التوصل إلى بعض اللحظات والمواقف الجميلة التي جمعتهم في فترة الدراسة.
وعبّر الأستاذ عبدالعال عن فرحته الكبيرة وحبه وامتنانه لهذه اللفتة الإنسانية التي لم تكن تخطر على باله، بأن هناك طلابًا من اليمن ما زالوا يتذكرون معلمهم بعد نصف قرن من الزمن، معبّرًا عن فخره بطلابه الذين أصبحوا قادة ومسؤولين وأصحاب شأن في المجتمع، مقدّمًا لهم الشكر الجزيل على هذه المبادرة النادرة التي تُسجَّل في صفحات الوفاء والعرفان.
وبعد الاستقبال، قام الأستاذ محمد عبدالعال أحمد باصطحاب طلابه إلى منزله، حيث تناولوا وجبة الغداء وتبادلوا القصص والأحداث والتغيرات التي عصفت بالبلاد اليمنية منذ ذلك الحين وحتى الآن.
بعد ذلك، قام الطلاب الذين أصبحوا رجال أعمال وقيادات في الدولة، وهم:
الأستاذ مطيع عبادل، الأمين العام للمجلس المحلي لمديرية المفلحي – يافع،
والقاضي وحيد عوض، وكيل نيابة المفلحي،
ورجل الأعمال جمال اليزيدي،
بتكريم الأستاذ محمد عبدالعال بدرع تذكاري من طلاب الثانوية.
وقد لاقت هذه المبادرة الطيبة التي قام بها طلاب ثانوية الشهيد عبدالرحمن قحطان، خريجو العام الدراسي 1990–1991، إشادة واسعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.