يعاني عدد كبير من مرضى القلب من مشكلة "ضعف التروية القلبية"، وهي الحالة التي يقل فيها تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى عضلة القلب، ما يجعلها أقل قدرة على أداء وظيفتها بكفاءة. ورغم أن العلاج الدوائي أساسي للسيطرة على الأعراض، إلا أن النظام الغذائي يلعب دورًا حاسمًا في تحسين حالة المريض وتقليل تطور المرض.
ووفقًا لتقرير نشره موقع Cleveland Clinic، فإن الالتزام بخطة غذائية متوازنة غنية بالألياف والدهون الصحية وقليلة الصوديوم يمكن أن يُقلل من نوبات الألم الصدري ويحسن ضخ الدم في القلب، خاصة لدى من يعانون من قصور في التروية التاجية.
أولًا: ما المقصود بضعف التروية القلبية؟
ضعف التروية هو أحد صور مرض الشريان التاجي، حيث تضيق الشرايين المسئولة عن تغذية عضلة القلب بسبب تراكم الدهون والكوليسترول على جدرانها. ومع مرور الوقت، يتناقص تدفق الدم إلى عضلة القلب، ما يسبب الشعور بألم في الصدر أو ضيق في التنفس عند بذل مجهود.
هذه الحالة ترتبط بعدة عوامل خطر مثل ارتفاع ضغط الدم، التدخين، السمنة، السكري، والتوتر النفسي. كما أن سوء النظام الغذائي — وخاصة الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية والمقلية — من أكثر الأسباب التي تسرّع تدهور الحالة.
ثانياً: مكونات النظام الغذائي الصحي لمرضى ضعف التروية
الغذاء في هذه الحالات ليس مجرد وسيلة للشبع، بل جزء من العلاج. ويمكن تلخيص العناصر الغذائية التي يحتاجها المريض في النقاط التالية:
1. الأطعمة الغنية بالألياف:
مثل الشوفان، البقوليات، الفواكه، والخضراوات الورقية. هذه الأطعمة تساعد على خفض الكوليسترول الضار (LDL) وتحسين حركة الجهاز الهضمي، ما يقلل امتصاص الدهون الضارة.
2. الدهون الصحية:
يُفضل استخدام الزيوت النباتية غير المشبعة مثل زيت الزيتون وبذور الكتان، بدلاً من السمن والزبدة. كما يُنصح بتناول الأسماك الدهنية مرتين أسبوعيًا لاحتوائها على أحماض أوميجا-3 التي تحافظ على مرونة الشرايين.
3. الحبوب الكاملة:
مثل الأرز البني وخبز القمح الكامل، فهي تمد الجسم بالطاقة دون أن ترفع سكر الدم سريعًا، مما يقلل العبء على القلب.
4. الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة:
الفواكه الحمضية، الكرز، التوت، والفلفل الملون تساعد في مقاومة الالتهاب وتقلل من تلف الأوعية الدموية.
5. السوائل الصحية:
الماء هو الخيار الأول، ويمكن دعم الترطيب بشاي الأعشاب الطبيعية مثل الزنجبيل أو الكركديه غير المحلى. أما القهوة والمشروبات الغازية فيُفضل تجنبها أو الحد منها قدر الإمكان.
ثالثًا: أطعمة يجب تجنبها نهائيًا
لأن أي خطأ غذائي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض، فهناك مجموعة من الأطعمة التي يجب أن تُرفع تمامًا من قائمة المريض اليومية، وتشمل:
ـ اللحوم الحمراء والمصنعة: تحتوي على دهون مشبعة وكوليسترول يرفعان خطر انسداد الشرايين.
ـ الأطعمة المالحة والمعلبة: الإفراط في الصوديوم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة العبء على عضلة القلب.
ـ الدهون المتحولة والمقليات: توجد في الوجبات السريعة والمخبوزات التجارية، وتسبب تصلب الشرايين.
ـ المشروبات السكرية: ترفع مستويات الجلوكوز في الدم، وتزيد من احتمالات السمنة والسكري، وهما عاملان يضعفان التروية القلبية.
ـ المنتجات الغنية بالكوليسترول الحيواني: مثل صفار البيض الكامل، الزبدة، وبعض الأعضاء الداخلية للحوم.
رابعًا: نمط حياة يدعم الشفاء
إلى جانب النظام الغذائي، يحتاج مريض ضعف التروية إلى اتباع نمط حياة متوازن يحافظ على صحة القلب، ويتضمن:
ـ ممارسة نشاط بدني معتدل مثل المشي اليومي أو تمارين التنفس.
ـ تجنب التدخين تمامًا.
ـ ضبط مستويات السكر والضغط بانتظام.
ـ النوم الكافي لتقليل إفراز هرمونات التوتر التي تضيق الشرايين.
الفحص الدوري لمستوى الدهون ووظائف القلب.
خامسًا: نموذج ليوم غذائي متكامل لمرضى ضعف التروية
الإفطار: شوفان بالحليب خالي الدسم مع شريحة توست أسمر وقطعة فاكهة.
الغداء: صدر دجاج مشوي مع أرز بني وخضار مطهو على البخار.
العشاء: شوربة عدس بزيت الزيتون وقطعة خبز حبوب كاملة.
الوجبات الخفيفة: حفنة من المكسرات غير المملحة أو ثمرة تفاح.