انتقد الإعلامي والناشط البريطاني البارز، تومي روبنسون، السياسات الغربية تجاه قضايا الشرق الأوسط، واصفاً إياها بـ "الغريبة والمتناقضة"، وأشار روبنسون في تغريدات له إلى أن القوى الغربية تتراخى في مكافحة الإرهاب بمنابعه، رغم وصول ضرباته إلى قلب المجتمعات والشعوب الغربية.
وأكد روبنسون أن الغرب يتجاهل عمداً دعم القوى المحلية الصادقة في محاربة التطرف، مشيراً بالاسم إلى "دولة الجنوب العربي" في اليمن، وقال: "هناك شعوب تسعى لتحرير نفسها من إرهاب القاعدة والحوثيين والإخوان المسلمين، وينشدون استعادة دولتهم المستقلة، ومن حقهم ذلك".
وحذر الإعلامي البريطاني من خطورة استبعاد المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية من معادلة مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن هؤلاء المتطرفين سيصلون إلى الغرب يوماً ما إذا لم يتم التعاون مع القوى الجنوبية.
واختتم تصريحه بوصف المعركة التي يخوضها شعب الجنوب بأنها "دفاع عن الحضارة الإنسانية" قبل أن تكون معركة استقلال سياسي عن الأنظمة المتطرفة.
وتتجلى الدلالة الأولى في هذا التصريح في تجاوز النظرة التقليدية للقضية الجنوبية كملف محلي، ووضعها في سياق "الأمن القومي العالمي"، فحين يحذر إعلامي بريطاني من وصول المتطرفين إلى المجتمعات الغربية في حال عدم دعم القوات الجنوبية، فإنه ينقل المعركة من جبال أبين وشواطئ عدن إلى قلب العواصم الأوروبية، معتبراً أن استقرار دولة الجنوب العربي هو "حائط الصد" الأول الذي يحمي الحضارة الإنسانية من تمدد الإرهاب العابر للحدود.
و يحمل تصريح "روبنسون" دلالة بالغة الأهمية من خلال وضع الحوثيين والقاعدة وجماعة الإخوان في خندق واحد. هذا التوصيف يعزز السردية السياسية الجنوبية التي تؤكد أن الصراع في المنطقة ليس مجرد خلاف على السلطة، بل هو صراع بين مشروع "الدولة المدنية" التي يسعى إليها شعب الجنوب، وبين "مشاريع الراديكالية" التي تهدد طرق التجارة الدولية والممرات الملاحية الاستراتيجية في باب المندب وخليج عدن.