ماكان لعناصر القاعدة ان تنعم بهذا الهدؤ في مدينة المكلا طيلة الفترة الماضية ، وتؤجل المواجهة مع الشارع الحضرمي ، لولا بروز مايسمى بالمجلس الأهلي الذي ظل يواري سوءات القاعدة ويدفع عنها الإدانة الدولية .
المجلس الأهلي المستخدم لدى القاعدة بدرجة أفيون يؤدي دورا اكثر ضررا على حضرموت من القاعدة نفسها ، لأنه من المعروف ان وجود القاعدة بالمدينة هو وجود عابر ، ولا يترتب على بقاء عناصرها بالمدينة في أسوى الأحوال أكثر مما ترتب على وجود مشابه لهم في اماكن متعددة من العالم العربي والإسلامي كالمدن العراقية او حتى مدن محافظة ابين كنموذج أقرب ، ولكن بروز جناح سياسي لها يدعي مشروعية شعبية يعد سابقة توحي للمراقب الخارجي او حتى المحلي ، ان ثمة قبول شعبي لأفكار التنظيم ، مما يعرض ليس حاضر ومستقبل حضرموت للإهتزاز ،بل ويعرض تاريخها المشرق للتشويه ، ويسمح للمتربصين بمدرستها الدينية المعتدلة بالنيل منها .
إذن نستطيع القول إن ( تعراض ) المجلس الأهلي قد كلف حضرموت الكثير وأسهم في استنزاف جزء من مخزونها الحضاري باعتبارها مدرسة للوسطية والإعتدال ، كما أدى هذا ( التعراض ) المقصود والمخطط له بعناية إلى خلق حالة من التراخي الشعبي واوجد مبررات لحالة الخنوع والقبول بوجود هذه العناصر في المدينة ، لان ( أفيون )المجلس كان فاعلا وبالذات في حال بروز بوادر صدام بين الأهالي وعناصر التنظيم ، حيث ينبري المجلس لإطلاق وعوده الافيونية بقرب تسليم واستلام المدينة ، بل وصل به الأمر بأن كثف الجرعات احيانا - بحسب درجة ارتفاع حدة التوتر - حد الإدعاء بأن التسليم قد تم بالفعل .
التناسب الطردي بين اشتداد حدة التوتر في المدينة وبين وعود المجلس الافيونية ، تكشف الوظيفة التي لأجلها تاسس هذا المجلس .
التطورات الأخيرة في المدينة تشير إلى أن تمادي عناصر القاعدة في التنكيل الحسي والمعنوي بأهالي حضرموت لن تمر دون مواجهة مع الأهالي : فالأمر وصل حد التطاول على حرمة المقابر ، وماعادت حقن التخدير تقوى على تمرير هكذا جرائم .
حوادث تهديم الاضرحة والقباب والنيل من حرمات المقابر ، أسقطت مابقي من اوراق التوت عن عورات نسخ مخفية من القواعد ، هذه النسخ التي استطاعت توزيع الأدوار فيما بينها منذ ليلة سقوط المكلا ، حيث انبرى فريق منهم لإفشال الزحف القادم من الشرق لطرد عناصر القاعدة من المكلا ( يكول شرح ملابسات هذا الأمر ) ، فيما تداعى مجموعة ( المتعرضين ) لتاسيس هذا المجلس الغريب .
الشارع الحضرمي بات مدركا لماينبغي فعله ، لذلك حاءت الفعاليات الاحتجاجية ضد القاعدة مقرونة بالمطالبة بتأسيس كيان سياسي معبر عن حضرموت ، اي ان المواطن أيقن ان المجلس الأهلي لايعدو كونه الجناح السياسي للقاعده ، حتى وإن لم يدرك البعض من أعضائه هذه الحقيقة ..مما يحعلهم الأكثر استحقاقا لوجدارة لنيل لقب ( المتعرضين ) .??