آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


مهنة عض الأصابع

الثلاثاء - 11 أكتوبر 2022 - الساعة 03:43 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


برغم من توافق الجميع تقريبا على تسمية مهنة الصحافة بمهنة المتاعب.وهي تسمية لم تلغي اوتنفي ما أطلق عليها من مسميات اخرى باذخة كصاحبة الجلالة والسلطة الرابعة.
ومع افتراض وجود اختلاف على دقة وصولا اطلاق هذه التسميات على مهنة الصحافة إلى أنها ظلت تردد وتستخدم كدليل على كونها تحض بالقبول والموافقة.

لكن ما يعنينا او لنقل مايعنيني أنا هنا ليس تكذيب أو تصديق تلك المسميات وإنما البوح بحقيقة بما عناه ويعنيه لي اشتغالي بمهنة الصحافة طوال مايقرب من الأربعون عاما، والتي لم أجد وصفا ولا مسما ينطبق على هذه المهنة أقرب و أصدق من مسمى مهنة عض الأصابع من طرف واحد.
إذ أيا كانت الدوافع والأسباب والقناعات التي جعلتك تلتحق بهذه المهنة، فانه لا يكون لديك خيار عندها غير خيار الولوج إلى احضان حلبة قد تكون خاصة بمحيطنا، احكامها ان تخضع لتجربة عض الأصابع من طرف واحد. تسلم فيها أصابعك وضميرك وتفاصيل حياتك برمتها للعض فاما ان تختار الانحياز إلى الحق والحقيقة والدعوة والمطالبة بالافضل وكشف وتعرية الانحلال في كل شيء مقابل ان تبقى رهن المعانات والتهميش والتحلل الى الاسواء حياتا ومعيشة ومكابدة وحصار ومحاربة وتلقي الضربات القاتلة والموجعة . وأما إن تنجو بنفسك فتستجيب مظهرا استعدادك لقلب الحقائق والمهادنة والكذب والمراوغة وتتقن القفز على الحبال وتلميع كل فعل شنيع وقبيح حتى تفوز بالتقدير والاحترام والغنى والاهتمام فيتحول صراخك والمك إلى ابتسام ومعاناتك إلى تنبساط ، وكلما تفننت باجادة الغاء وتجميد مشاعرك وضميرك عند من يطلب ويريد حرف المقاصد والجامعات بالمفاسد.

مهنة عض الأصابع يزيد ويتعالى صراخك وانينك لا من مداومة مضغ وانسحاق انسجتك وتمزق جلدك وطحن أعضاءك من قبل من لايرضيهم إن تبقى خارج نطاق سيطرتهم، وإنما من شعورك بعدم وجود من يقراءك من بين من تكتب لهم وتحترق من اجلهم مستهدفا مصالحهم اما لجهلهم او لخوفهم او لانشغالهم فيكونوا سببا وحدتك واضعاف جبهتك مقابل تقوية جبهة من يترصدون حركاتك وسكناتك ويضعون في طريقك الفخاخ ليصطادوك ويظموك إلى حظائرهم أو يبقوك قيد الإبعاد والحرمان يتخطفك الجوع والعوز والأمراض وهذا في أحسن الاحوال.
................
تباريح
....................

_صحافي باسمه لابقلمه،بمعنى أن تنشر باسمك مايكتب لك ويملى عليك . لا ما يحكمه عقلك وضميرك وقناعاتك ويسطره قلمك.
_وهناك صحافة قرابات وقرارات بكشوفات اجور ونفقات اضافية بالدولار لا يشترط فيها الكفاءت .
_وأخرى صحافة كفاءات محاطة بجملة من الاحباطات وبقوائم رواتب بلا استحقاقات.
_ هناك صحيفة بلا صحافي.
_ وهناك صحافي بلا صحيفة.
__ سمعنا عن إضراب القضاء وعن تلبية طلبات القضاة وسمعنا عن حركات قضائية وعن تنقلات وتعيينات قضائية بدائة وعليا ووسطية تجارية،ومدنية،وشخصية،وادارية.لكنا لم نسمع يوما عن تناول اوتفعيل او حتى ذكر ما يخص القضاء بجوانب الصحافة والحقوق الصحافية.
..................