آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


الجنوب على مفترق طرق

الخميس - 13 أكتوبر 2022 - الساعة 11:02 ص

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


ما ان انتهت الحرب على الجنوب في اكبر عملية غزو غادره في صيف 94 م حتى بدات عمليات من نوع اخر تمثلت في توزيع ارضه على قادة الحرب فمنهم من حصل ع القطاعات النفطية وتفرعاتها ومنهم من ملك البحر طولا وعرضا ومنهم من ذهب للاستيلاء على مكامن الذهب والموانىء والمصانع والمؤسسات الحكومية والمزارع وموانىء الاصطياد ومع كامل تجهيزاتها الفنية وتم توزيع المساكن الشخصية للجنوبيين كغنائم حرب للقادة العسكريين والسياسين وترك الباقي مثل نهب المؤسسات والمدارس والمستشفيات والمنازل الشخصية للرعاع يتلهوا بها وهكذا تم تشليح الجنوب كدوله واصبحت قاعا صفصفا
لكن هناك قدرة اكبر منهم تمهل ولا تهمل قد قدرت بان تلك القوى ستختلف يوما ما على المغانم المنهوبة من الجنوب …. وتبعثرت ايادي سباء في لحظة جنون ولكن لم تتعض من اخطاءها الجسيمة بل قادها غرورها الى اعادة احتلال الجنوب مره اخرى بتحالف قوى ونهج جديد كهدف بالنسبة لهم قديم يتوارثونه جيل بعد جيل ولكن الشيىء الذي لم يتوقعه احد منهم مقاومة شعب الجنوب الذي نهض من تحت الانقاض ويعيدهم الى مربع الجمهورية العربية اليمنية الدولة السابقة للوحدة.

وسرعان ما انقسمت القوى الشمالية المختلفة والمتصارعة الى شرعية وانقلابيين وهذه التوليفة ادارة حرب لمدة ثمان سنوات لم يكن بينها منتصر ومهزوم على اراضي الجمهورية العربية اليمنية وذلك عبر تفاهمات من تحت الطاولة حيث تقاسمت الادوار بان تخلي الشرعية اية مواقع لها على ارض الجمهورية العربية اليمنية وتبقي معها في ظل التفاهمات على بعض المواقع لابقاء الشرعية على قيد الحياة وان تقوم الشرعية بمهمة اعادة احتلال الجنوب عبر وجودها كشرعية يسيطر عليها حزب التجمع اليمني للاصلاح ( حزب الاخوان المسلمين ) تمتلك الدعم والاعتراف الاقليمي والدولي وهذا ما حصل بالفعل.

كشفت الوقائع بان الحرب هدفها اعادة احتلال الجنوب وكانت هناك تفاهمات اقليمية ودولية لاخونة الجنوب من خلال سيطرة حزب الاخوان المسلمين على الشرعية وحوثنة الشمال الذي يسطر عليها الانقلابيين حيث ادارت الشرعية معارك طاحنة في الجنوب وسيرت قوات من مارب والمنطقة العسكرية الاولى لاحتلال عدن ترافقهم طلائع القاعدة وداعش وبعدها من خلال تواجدهم في شقره وتواجدهم في شبوه حيث سلموا ثلاث مديرات في بيحان كعربون تخادم بينهم وبين الحوثي ومن خلال تمسكهم في البقاء في وادي حضرموت والصحراء والمهره ورفض تنفيذ الاتفاقات واصبحت قوة معادية في خاصرة الجنوب والتحالف العربي
بعض الدول في الاقليم تعتقد بانها تستطيع ان تستغل اللحظة لممارسة هواية الانتقام من الجنوب باثر رجعي ولا تدري ان نتائج هذه السياسات قصيرة النظر سترتد اليها لان التحالفات متحوله وفقا لتحول السياسات والظروف التي ستنشىء في المستقبل والطريق الصحيح هو نهج سياسات عادلة ومتوازنة لارساء امن واستقرار مستدام في المنطقة وهو الضامن الوحيد لمستقبل شعوب المنطقة ودولها
اصبح الحوثي كطائفة صغيره في شمال اليمن يتحكم بمصير شعب يهدد امن الملاحة الدولية ويبتز دول المنطقة ويفرض شروطه ليس بقوته الذاتية ولكنه يستمد قوته من ضعف الشرعية وتخاذل الدول وتشجيعه وامداده بالدعم السياسي والمعنوي وارغام الاخرين على تقديم التنازلات له وهذا الطريق لن يؤدي الى ترسيخ الامن والاستقرار ولكن الى مزيد من التوتر وتعميق الازمة وترحيلها الى عقود قادمة لتنفجر من جديد في وجه الجميع بما في ذلك من سهل وساعد بشكل مباشر او غير مباشر.

في الجنوب يتم تفريخ الارهاب تحت نظر وبصر الشرعية التي اصحبت الحامية له والتي لم تالوا جهدا للوقوف ضد من يحاول اجتثاثه فهي ترى ان الارهاب المزروع في ابين وشبوه وحضرموت شىء عادي ومهم للاستقرار وتطالب بعودة الوضع كما كان عليه في السابق في شبوه وابين وهي تعرقل نشاط مجلس الرئاسة وتمنع اي اجراء ضد العناصر الارهابية في اراضي الجنوب وتمنع تحويل المنطقة العسكرية الاولى الى مارب لتجميع القوى العسكرية لمواجهة الحوثي بل هو الحوثي من تماهت شروطه للموافقة على الهدنة بمنع نقل المنطقة العسكرية الاولى وصرح ايضا ان منابع النفط في شبوه قد انتقلت الى ايادي قوى اجنبية وهذا بعد تحرير شبوه من العناصر المتمردة والعناصر الارهابية …. وماذا بعد نثبت لكم يا العالم والاقليم تماهي الشرعية الاخوانية مع الانقلابيين في صنعاء بعد كل الذي حصل من توافق بينهما فيما يخص الارهاب في الجنوب وابقاء الوضع كما كان في السابق تحت ايدي المتمردين والارهابيين
نصحية للجنوب.

اذا تريدوا النصر للجنوب فما عليكم الا خلع عباءة الحزبية تماما ورميها بالشارع وعدم احياءها في الجنوب من جديد فالصراع الدائر اليوم هو بين جنوب وشمال فالقوى الشمالية تريد احياء الحزبية لتمرير اهداف احتلال الجنوب من جديد
مصيبة الجنوب ان الحزبية هي من قررت تسليم الجنوب الى عصابة صنعاء في لحظة فارغة من الزمن ولم تراعي مصالح شعب الجنوب اما الاحزاب الاخرى ذات المنشاء الشمالي الموتمر والاصلاح فقد تحالفا في غزو الجنوب ودمراه شعبا وارضا بتحالفهم مع الجنوبيين المتحزبين معهم ومن ثم السيطره على الجنوب خلال ثلاثين عاما وفي نهاية المطاف تم غزو الجنوب مره اخرى بتحالف الموتمر مع الحوثي وكان التدمير هائلا …. وعبر الشرعية تمكن الاصلاح من تدمير الجنوب والتامر عليه خلال حرب الثمان سنوات وحاول غزوه من جديد ولم يدافع عن الجنوب الا ابناءه وحلفاءه الحقيقيين الذي قدموا الغالي والنفيس من اجل تحريره … لذا مطلوب استبعاد المحاصصة الحزبية في التسوية السياسية في الجنوب لانهم سيعيدون الجنوب الى خضيرة باب اليمن ولدينا شعب عظيم يتم تنظيمه وترتيب تحالفاته بين مناطقه وطبقاته الاجتماعية الى ان يتم استعادة الدولة وبعدها لكل حادث حديث فان جرى تشريع للحزبية فستتم على اسس وضوابط جديده تكون بعيده عن الاسس والضوابط السابقة.

قاسم عبدالرب العفيف
12/10/2022