آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 04:26 م

كابوس أسمه صافر!!!!

الأحد - 25 ديسمبر 2022 - الساعة 06:35 م

بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب

تابعونا على

ماذا لو اصبحنا غدا او الليلة قبل أن ناوي إلى مخادعنا على خبر تسرب ما بجوف الخزان العائم صافر من نفط وان هناك قد اصبح مايزيد على مليون برميل من النفط يغطي مساحات شاسعة من سطح مياه البحر الاحمر فارضا بذلك تهديده للبيئة والأحياء البحرية بالتلوث والفناء والحركة الملاحية العالمية بالإعاقة والأضطراب.

القنوات الفضائية والإذاعات على مستوى العالم تقطع برامجها متحولة إلى استيدوهات بث مباشرة ونقل حي مفتوح عبر الأقمار الاسطناعية وخطوط الهاتف المحمول وألثابت تستضيف رؤساء وخبراء وسياسين واختصاصيين تلخص وتبوب وتعد جداول وخرائط وبيانات عن حجم الكوارث والاضرار البيئية والاجتماعية والاقتصادية القريبة والبعيدة الواقعة والمحتملة وحجم الأموال العاجلة والمؤجلة المطلوبة لإنقاذ مايمكن انقاذه.

صفارات انذار وتحذيرات وتوجيهات وتنبيهات على مدار الساعة عن خطورة حركة بقع النفط ومساحة انتشارها وأماكن بلوغها بالساعة واليوم والشهر والسنة.

ميزانيات فوق مليارية تطلب وترصد وتبذل وتسلم وتصرف على مقاولات ومنضمات وشركات لتأمين بيئة وشواطئ من يدفع اكثر واسرع.

اولها دول حوض البحر الاحمر عقود توقع واتفاقيات تبرم لحماية سواحل البعض على حساب البعض الآخر. شباك صد وحجز وشفط واعادة توجيه وطرد بقع نفط من امام سواحل دول قادرة إلى سواحل دول غائبة مغيبة خاضعة. ليكون المتضرر الأول والرئيس شواطئ وانسان اليمن
جنوبها وشمالها بشرعيتها وحوثيتها عندها تسود وجوه وتزداد أسودادا وجوه فلا ينفع تبجح وتفنصع هذا ولا هدير وعنجهية ذاك .

ولايفيدنا ارتهان أيا منهم وعبوديته وتبعيته ولن تقيهم مجتمعين ارصدتهم وتأمين معاش أسرهم وتعدد جنسياتهم من لعنات تحقق ذلك الكابوس المعد والمدروس بحسهم وحسيسهم.

فإذا وقعت الواقعة.. بيئة بحرية مدمرة خاربة .ومغاطس نقية صافية.. واخاديد مليئة بالشعب المرجانية الساحرة.. ومزارع غنية في العالم نادرة..قد لحقت بالسابقة ..فأصبحت مظلمة مجذبة ضامرة خالية.

أنها الضربة القاضية لأمة تفقد اخر مصدر من مصادر العيش كانت وماتزال عليه لبقائها مراهنة..أمة إذا حلت بها ولا قدر الله هذه الكارثة لن تجد طوال مائة عام وأكثر لعلاقتها مع أهم مصادر رزقها ووجودها عافية.

أمة لن ينفعنا ثباكي مجلس الرئاسة حينها ولا ولولات الحكومة الضائعة . ولا تبريرات ومبررات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات العاملة ولن ولم نجني من المتحالفين مع حكوماتنا المتعاقبة ومدعين تمثيلنا بالعافية ماسيقدمونه من فتات يفضي الى توسع وتعميق جراحتنا.ومواصلة قضم عمقنا واطرافنا.

معضلة إذا ارتفعت صفارة صافر المتهالكة مجلجلة منذرة.فيومها لن يدفع الثمن غير من هم مرابطين رغم المسغبة ممن كتب علينا أن نموت فوق موتنا وان ننام ونصحوا وسط مسارب الزيف والمخاتلة ممن لا وطن استعادناه ولا قدرنا نحفظه .والعمر الذي هدرناه مطلوب من بنينا أضعاف اضعافه تهدره.

هكذا فقط سيكون مألنا إذا قبلنا ببقاء كابوس صافر والرضا بالتعامل معه كجملة الكوابيس القائمة المرسلة..من كابوس عائم خارج عن التحكم والسيطرة إلى كوابيس نافرة سابقة ولاحقة؛ كوابيس مصنوعة واخرى مركبة جاهزة. لم نعد إذا اردنا التفريق بينها لا بد من استخدام المبضع والفرجار والمسطرة. !!!!!