آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 05:00 ص

كتابات واقلام


الاستحقاق الجنوبي غير قابل للتصرف

السبت - 25 نوفمبر 2023 - الساعة 10:33 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


- انتهت الحرب شكلياً ولكنها لم تنته عملياً بعد لانها كانت ولا زالت حرب مركبه غير قابله للحل السريع لانخراط العامل الاقليمي والدولي و الكل يعتبر انه قاب قوسين او ادنى من الانتصار لكنهم في المحصلة الاخيره لا احد منهم منتصر لان الانتصار يلحقه سلام عادل وهذا غير متوفر في المدى المنظور والحقيقية كانت اليمن ميدان لصراع اقليمي بادوات محلية وتحت انظار ناظم دولي الذي يتدخل ولم يسمح لانتصار احد من المتصارعين وستظل الازمة مفتوحة لامد طويل لان الاطراف المنخرطة بالصراع وداعميها لم تعترف بجذر الصراع والاسباب الحقيقية للازمة وانما تريد ان تتعدى ذلك وترغب فرض اجنداتها الغير واقعية

- جذر الصراع في اليمن هي الوحدة الفاشله بين الجنوب والشمال التي تحققت سلميا بين قوى سياسية محددة وهما الحزب الاشتراكي اليمني ممثلاً عن الجنوب وحزب الموتمر الشعبي العام ممثلاً عن الشمال . وما ان تمت الوحدة حتى ذهب المؤتمر لتنفيذ الخطة ( ب ) المتفق عليها سلفا مع جمع من مشائخ اليمن بعد سحب البساط. الشرعي الدولي للحنوبيين واعتبارهم مواطنين عاديين مما يسهل تصفيتهم ً وتوزعت الادوار بينهم فريق شكل حزب الاصلاح وظل الفريق الاخر يلعب سياسه مع شريك الوحده الجنوبي ترافق ذلك اطلاق عناصر الجهاديين الافغان لاغتيال الجنوبببن وارهابهم وسارت الخطة الى مداها الاخير حتى كان احتباح الجنوب واحتلاله بالقوة المسلحة وكانت تلك الاسباب الرئيسية لفشل الوحدة

- مرت السنوات وتصدع التحالف اليمني وتناسل الى حروب متعددة وجاء الربيع العربي واطاح بالمنظومة السياسية والقبلية الحاكمة ادى الى اختيار شرعية مؤقتة وكل ذلك هو صراع شمالي شمالي على السلطة وتقاسم الكعكه الجنوبية فيما بينهم ولا علاقة للجنوب بهذا الصراع وتم الانقلاب على تلك الشرعية في صنعاء واول عمل قام فيه الانقلاب توجيه الجيش اليمني لاحتلال الحنوب بحجة مطاردة الدواعش وفي نظرهم كل الجنوبيين دواعش ليرضوا في ذلك زعيم العالم المتحضر المفتون بمحاربة الدواعش والذي منحهم الضؤ الاخضر لاحتلال الجنوب نتج عن ذلك حرب اقليمية طال امدها بسبب انخراط الاقليم والعالم فيها واخذت الحرب ابعاد دوليه واقليمية كل منهم يشد من جانبه وفق اجنداته البعيدة وفي البداية كان الدعم للشرعية ( المعترف بها دولياً) ولكن بقدرة قادر نسى الجميع الانقلاب. ونسوا ايضا عودة الشرعية الى صنعاء وتحولت الشرعية لحكم الجنوب وكأن الامر انتهى عند هذه الحدود وشرعوا في فرض هدن ومفاوضات بعيده عن الانظار مع الحوثي مستثنين ممثلي الجنوب اما الشرعية الصوريه ظلت بعيده عن ما يدور عن تلك المفاوضات ومهمتها التأييد فقط ومع اعلان اقتراب التوقيع في كل مره كان الحوثي يرفض التوقيع رغم انه الوحيد الذي يجري التفاوض معه وهذه المرة الثالثه التي يرفض التوقيع ومع ذلك تتوقف المفاوضات وتشد رحال المفاوضين الاقليميين والدوليين الى صنعاء لمراضاته

- ماذا لو كان ممثلي الجنوب رفضوا التوقيع على الاتفاقات والتي أصلاً لم يكونوا طرف فيها ؟ كيف سيكون الوضع ؟ هل سيتم تاجيل المفاوضات ؟ وهل سيذهب ممثلي الدول والاقليم المتفاوضة بعد الانتقالي الى عدن لمراضاته ؟ ام ان الامر سيختلف ؟ اتمنى على الانتقالي ان يرفض التوقيع المره القادمه ونشوف كيف سيكون الكيل هل هو نفسه ام غيره ؟

- نعرف ان الحوثي حظي بدعم اقليمي ليس من ايران وحدها ولكن هناك دول اقليمية تقدم له الدعم باشكال مختلفه وكذا حظي بدعم امريكي واوروبي رغم معرفتهم المسبقه بانه انقلب على سلطة شرعية اي انه حطم كل المعايير الديمقراطية التي يتشدق بها الاوروبيون والامريكان ويحاربوا العالم من اجلها لكن بالنسبة للحوثي الامر مختلف تماما ولهذا ساهموا جميعا في تمكينه في البقاء والصمود اضافة الى مساهمة الشرعية التي كان يسيطر عليها حزب الاخوان المسلمين وكذا الشرعية البديله التي اسهمت ايضا في دعمه حتى اصبح امر واقع يملك ترسانه من الاسلحة صواريخ ومسيرات وغيرها يهدد بها الاقليم والعالم وفي المقابل لم يحظى الحنوب المنتصر بالدعم المطلوب بل على العكس تعرض لحصار محكم من قبل الشرعية وغيرها

- تمكن الحوثي من الحصول على ترسانه مهمة من الصواريخ بانواعها المختلفة وكذا الطائرات المسيرة وغيرها من الاسلحة النوعية ووظفت له ممرات امنه تصله عبرها الامدادات التي عززت من مكانته العسكرية واصبح البوم يفرض شروطه يوافق وينقض الاتفاق في اي لحظة ويدير لعبة المفاوضات مستنداً الى الخبرة الايرانية في هذا المجال حتى يصل مبتغاه في نهاية المطاف وكل تلك الاطراف تعمل لشرعنته لادارته لليمن وتقليص معارضيه الى الحد الادنى ويمكن للشرعية اليمنية التعايش مع نظام الحوثي ولكن لم يحسبوا اي حساب للجنوب الذي انتصر عَلى الحوثي في كافة الجبهات ولا اعتقد انه سيقبل هذه التوليفة السؤال كيف يفكر هولاء هل باستطاعتهم دمج نظام ولاية الفقيه المستوردة من الخارج على واقع الجنوب ؟ اعتقد الجواب واضح ان ذلك غير ممكن لان. بيئة الجنوب تختلف بشكل جذري عّن البيئة السياسية والاجتماعية الموجوده في اليمن ولهذا لن يقبلوا مثل هذه التسوية بدمج نظامين متعارضين في نظام واحد ومعروف الحوثي لن يتنازل عن السلطة او عن مكاسبه وهو يرى الدلع والدعم من قبل جميع الاطراف المحلية والاقليمية والدولية فهو لم يقبل بالاتفاقات التي يتم التوصل معه فيها بغياب الاطراف الاخرى فهل سيقبل بشراكه معه في السلطة والكتاب مبين من عنوانه لذا اعادة الحسابات مسألة ضرورية لاحقاق الحق والعدل فللجنوب استحقاق غير قابل للتصرف.
قاسم عبدالرب العفيف
24/11/2023