آخر تحديث :السبت - 17 مايو 2025 - 09:21 م

كتابات واقلام


ما الذي تريده أمريكا من الحوثيين؟

الخميس - 08 مايو 2025 - الساعة 05:06 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


من أول ضربة أمريكية على مواقع الحوثيين، ظنّ البعض أن واشنطن قررت أخيرًا أن تنهي هذا التنظيم المسلّح الذي صنّفته بنفسها جماعة إرهابية. غارات يومية، صواريخ دقيقة، حديث عن تدمير مخازن، ومصانع، ومخابئ قادة. لكن فجأة… هدأت السماء.
توقّفت الغارات. وعاد الحديث عن اتفاق بين أمريكا والحوثيين برعاية سلطنة عُمان. الحوثي تعهّد بعدم استهداف الملاحة في البحر الأحمر، وأمريكا رفعت يدها عن زر القصف. وهنا بدأت الأسئلة.

إن كان الحوثي خطرًا على الملاحة العالمية، فلماذا لم تُحسم الحرب عليه؟ وإن كان يشكل تهديدًا مباشرًا، فلماذا لم تُنهك قوته خلال كل تلك الضربات؟!

نحن أمام مشهد لا نفهمه، أو لعلنا نفهمه جيدًا لكن لا نجرؤ على التصريح به: أمريكا لا تريد القضاء على الحوثي، بل تريده "هادئًا" لا أكثر. لا يهاجم السفن، لا يرسل مسيّرات، لا يُغضب إسرائيل، أما ما يفعله داخل اليمن؟ فليس أولوية.

الواضح أن واشنطن تلعبها بطريقتها: تُهدد، تقصف، ثم تتفاوض، وتمنح "التنظيم الإرهابي" فرصة جديدة ليبقى، ولكن بشروطها.

ولا تنسَ أن الحوثيين ليسوا وحدهم في الصورة. هناك إيران خلف الستار، وكل خطوة في اليمن تعني رسائل متبادلة مع طهران. يبدو أن أمريكا تريد تقليم أظافر إيران، لا قلع أذرعها.

أما نحن، فنجلس كمتفرجين. نعد الغارات، ونراقب الاتفاقات، ونحاول فهم ما لا يُفهم. لكن الحقيقة باختصار: اللعبة ليست عندنا.

وهنا تكمن الكارثة...
إذا كانت أمريكا ترى في الحوثيين خطرًا فقط عندما يهددون الملاحة أو يزعجون إسرائيل، فماذا عن خطره على اليمن ؟ عن شعبه؟ عن أمنه؟و مقدراته ؟
أم أن اللعبة أكبر مما نتصور، ونحن مجرد هامش في حسابات الكبار؟

في النهاية،
هل أوقفت أمريكا الضربات لأنها حققت أهدافها... أم لأنها اكتفت بتحييد الحوثي لا أكثر؟
وهل نحن أمام هدنة مؤقتة… أم شرعنة دائمة لقوة مسلحة؟
أسئلة كثيرة… والجواب في واشنطن، لا في صنعاء.