آخر تحديث :الخميس - 18 ديسمبر 2025 - 05:50 م

كتابات واقلام


عن اي زعيم يتحدثون!

الثلاثاء - 27 مايو 2025 - الساعة 09:34 م

أبو مصعب عبدالله اليافعي
بقلم: أبو مصعب عبدالله اليافعي - ارشيف الكاتب


أنا كمواطن يمني لا أفهم من منح هذا الشخص لقب "الزعيم"، ولا ما المقصود به. في نظري المتواضعة، لا يحمل هذا اللقب أي معنى حقيقي له، بل هو في غير محله تماماً. من أطلق هذا اللقب لا يدرك عظمة كلمة "الزعيم"، التي لا تطلق إلا على من يقود شعبه بحكمة، ويحقق منجزات عظيمة، ويُحدث تغييرات جذرية في مجالات الحياة كافة، من تعليم واقتصاد وصحة وثقافة وسياسة.
ولكن، حين ننظر إلى حصيلة ثلاثين عاماً من حكم من أُطلق عليه هذا اللقب، لا نجد أي منجز يُذكر. بل على العكس، كانت فترته مليئة بالفساد والتخلف، ولا تليق به أي صفة عظيمة، بل هو أبعد ما يكون عن القيادة الفعلية. لقد انتشرت في عهده كل أشكال الفساد، وسادت النعرات القبلية، وأُقصي القانون لصالح "جلسات العرب"، وفُسح المجال للمشايخ لحل النزاعات بطرق بدائية، مما أفرغ الدولة من هيبتها.
في التعليم؟ كنا في ذيل التصنيفات العالمية، لا مقارنة تُذكر مع الدول المتقدمة، ولا حتى مع الدول النامية المجاورة.
في الصحة؟ مستشفيات ديكورية خاوية من أبسط المقومات، والشعب يغرق في الأمراض، ومعدلات الوفيات ترتفع.
في الاقتصاد؟ فقر مدقع، وشعب يبحث عن لقمة العيش في المنافي.
وفي السياسة الخارجية؟ فشل ذريع، وموقفه في أزمة الكويت كان عاراً سياسياً، تسبب في تهجير مئات الآلاف من اليمنيين.
منجزه الوحيد – إن صح اعتباره منجزاً – هو انتظام صرف الرواتب، فقط لا غير.
أما بالنسبة للوحدة اليمنية، فقد كانت مجرد صفقة سياسية، استغل فيها ضعف قيادة الجنوب، ثم غدر بهم، وأقصاهم، وجعلهم مشردين، وأدار البلاد بمنطق الإقصاء والتمكين لأصحاب المصالح. كما سلّم مفاصل الدولة لاحقاً للميليشيات، لتدخل البلاد نفقاً مظلماً من الحروب المستمرة.
حتى في لحظة ضعفه بعد محاولة اغتياله، سافر للعلاج في الخارج، مما يعكس بوضوح مدى انهيار النظام الصحي في عهده.
ورغم كل ذلك، يخرج علينا المطبلون والمنافقون ليمدحوه بلقب "الزعيم"! والحقيقة الساطعة أن الزعيم الحقيقي هو الشعب الذي ذاق ويلات حكمه، وعانى القهر والجوع والحرمان والتجهيل.
ختاماً، نسأل الله أن ينصف هذا الشعب العظيم، ويأخذ بحق المظلومين ممن أساءوا إلى الوطن، وأن يُطهّر البلاد من بقايا الظلم والفساد والطغيان، ومن أذناب إيران وميليشياتها التي عاثت في الأرض فساداً.