آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


ارتفاع قيمة الريال اليمني هل هو تحسن معيشي أم تغير رقمي؟

السبت - 02 أغسطس 2025 - الساعة 04:50 م

د/ عارف محمد عباد السقاف
بقلم: د/ عارف محمد عباد السقاف - ارشيف الكاتب


مع الارتفاع الملحوظ في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية في مناطق الشرعية، بدأت تظهر تساؤلات واسعة بين المواطنين، خصوصا أولئك الذين يتقاضون رواتبهم بالريال السعودي أو بالدولار الأمريكي، مثل أفراد الأحزمة الأمنية والقوات والتشكيلات العسكرية الأخرى:
هل يعني هذا التحسن تحسنا فعليا في مستوى المعيشة؟ أم أن التغير مجرد أرقام لا تعكس واقع القدرة الشرائية؟
في علم الاقتصاد، لا تقاس القوة الشرائية أو المستوى المعيشي بالأرقام الاسمية فقط، بل بما يمكن لهذا الرقم أن يشتريه من سلع وخدمات. وهذا ما يعرف بـ الدخل الحقيقي، أي كمية السلع والخدمات التي يمكن الحصول عليها مقابل الدخل المتاح.

فعلى سبيل المثال، إذا انخفض سعر صرف الريال السعودي أمام الريال اليمني، وانخفضت أسعار السلع بالريال اليمني بنفس النسبة، فإن ما يمكن شراؤه بهذا الدخل سيبقى ثابتا. وهنا لا يكون هناك تحسن حقيقي في المعيشة بل ثبات في المستوى المعيشي، وتغير في الأرقام فقط.

أفراد الأحزمة الأمنية والقوات والتشكيلات العسكرية الذين يتقاضون رواتبهم بالريال السعودي لا يتضررون من تحسن قيمة الريال اليمني، بل يظل دخلهم الحقيقي ثابتا دون تغير.

التحسن الحقيقي في المعيشة لا يقاس بعدد الأصفار في راتبك، بل بكمية السلع والخدمات التي يمكنك شراؤها به. ومن هنا، فإن أي تحسن في سعر العملة المحلية لا ينعكس إيجابا على حياة الناس إلا إذا رافقه انخفاض فعلي في الأسعار.
ولتحقيق ذلك، لا بد من وجود رقابة حكومية حازمة على الأسواق، تمنع التلاعب، وتضبط الأسعار، وتفرض على التجار مواءمة أسعارهم مع سعر الصرف الجديد، بما يحقق العدالة ويحفظ التوازن الاقتصادي.