آخر تحديث :الإثنين - 15 ديسمبر 2025 - 10:45 ص

كتابات واقلام


جوهر الفشل مرتبط بالتركيبة السياسية القبلية التي حكمت شمال اليمن

الخميس - 21 أغسطس 2025 - الساعة 02:56 م

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني - ارشيف الكاتب


اليمن عالق منذ عقود في دائرة لوم الخارج، وتحديدًا السعودية، باعتبارها السبب في فشل قيام الدولة. وهو خطاب مريح لبعض القوى لكنه شماعة ليس إلا لتبرير أصل الأزمة في الداخل.

جوهر التخلف والفشل مرتبط بالتركيبة السياسية القبلية التي حكمت شمال اليمن، وعلى رأسها الهاشمية الزيدية، وهي عرقية مذهبية لم تخرج عن مسار احتكار السلطة وإعادة إنتاج كل ما يضرب المواطنة وفكر الدولة.

بعد الوحدة، دخل الجنوب هذه الدوامة هو الآخر.
بدل الاستفادة من تجربة الجنوب المدنية نسبيًا، ابتلعته صنعاء بشراهة وأقصته عن المشهد الذي كان يجب أن يكون شريكًا فيه بنسبة 50%.
ولكم أن تنظروا إلى عصابة 1994، وإلى أين وصلنا جميعًا بسببها.. (والنقد هنا يجب توجيهه أيضًا إلى قيادة اليمن الجنوبي "الساذجة لا شك" حينها..)

نخبة سلطوية متحالفة مع قبيلة متسلطة وذهنية ماضوية لا ترى في اليمنيين مواطنين متساوين أبدًا.
وما الإمامة الأخيرة هذه، اللا أسوأ منها، إلا إعادة إنتاج ليس إلا.

تحقق الكثير من المساواة جنوبًا بعد ثورة 14 أكتوبر، لكن لم يتحقق من هذه المساواة شيئًا في الشمال؛ بسبب هذا الاستعلاء والاحتكار المتراكم حتى الآن.. وهو ثقل تاريخي مرير أسقط أي إمكانية لقيام دولة وطنية.

صنعاء اليوم رمز لهذه المعضلة.. مدينة جميلة لكنها محكومة بعقلية سياسية متخلفة جرت البلاد إلى الهاوية.. وإذا ما أُعيدت لتكون مركز الحكم في اليمن مجددًا، دون تفكيك هذه البنية، فلن يحدث إلا التكرار ذاته للكارثة نفسها.

الخلاص يبدأ من الاعتراف بالمرض/المأساة.. أزمة اليمن ليست السعودية ولا غيرها.. أزمة اليمن يمنية بامتياز، متجذرة في قلب النظام السياسي والاجتماعي.
لا بد من تفكيك هذه المنظومة وبناء إطار جديد للمنظومة الوطنية على أساس المواطنة والعدالة والمساواة واللحاق بالعصر.