آخر تحديث :الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 01:31 ص

كتابات واقلام


التعليم في عدن ضحية فساد ممنهج

الأحد - 14 سبتمبر 2025 - الساعة 04:30 م

أبو مصعب عبدالله اليافعي
بقلم: أبو مصعب عبدالله اليافعي - ارشيف الكاتب


نحن هنا ومن خلال سطور هذا المقال الذي سوف نجعله محور حالة التعليم في مدينة عدن، الثقافة والحضارة والتنوير منذ قرون مضت عليها، فأكثر المتشائمين لم يكن يتصور أن تصبح عدن في هذه الوضعية المزرية التي وصلت إليها من تردٍ جاحد في العملية التربوية والعلمية بسبب شرذمة مندسة ومتآمرة على حضارة ومدنية ومنارة الثقافة على مستوى الإقليم ودول الجوار، التي كانت بيننا وبينهم سنوات ضوئية في المقارنة بالتحصيل التعليمي. ويكفي أن الصرح العظيم والمتمثل بجامعة عدن يعتبر من أوائل الجامعات على مستوى الجزيرة العربية.
كل هذا التاريخ الذي سطع وينير سماء عدن العلمية لم يشفع لها أمام شرذمة من الفاسدين والمفسدين على أرضنا الطاهرة، فهم من يعرقلون مطالب المدرسين في نيل حقوقهم المشروعة في الرقي والتقدم لحياتهم المعيشية الحقة. فليس من العدل والإنصاف أن يتقاضى المدرس ملاليم من الريال، بينما الجهلة والفاسدون يستلمون رواتبهم بالدولار والريال السعودي وبأسعار تفوق الخيال. فالمدرس هو العنصر الأهم والوحيد في بناء الأجيال التي على أكتافها وأعناقها تُبنى الدول والأوطان وتنطلق نحو الازدهار.
فهل تعلم يا من تحرم هؤلاء المدرسين العظماء، أن الدول المتقدمة التي تخشى على أجيالها من الجهل والضلال، تمنح مدرسيها أعلى الرواتب وتمنحهم كافة الامتيازات للحفاظ عليهم؟ ولهذا أصبحت دولهم متطورة في كافة المجالات، وكل ذلك بسبب اهتمامهم بالمعلم الذي هو أساس انطلاق الازدهار والرقي والتقدم.
فيا أيها الفسدة الجهلة ومدمرو الأوطان، اتركوا المدرسين ينالون حقوقهم المشروعة حتى يقوموا بواجباتهم في بناء أجيال متعلمة تنهض بالوطن. وكفاية عرقلة وبناء حواجزكم القذرة لمنع المدرس من نيل مطالبه المشروعة. فعليكم كمسؤولين أن تكونوا أنتم الأكثر حرصًا على راحتهم وجعلهم يعيشون حياة كريمة وراقية حتى يتمكنوا من تأدية رسالتهم على أكمل وأجمل صورة.
حقًا إننا في وضعية تنتابها الكثير من التعقيدات في الوطن بسبب التدخل الخارجي في شؤون بلدنا، وهذا سبب من أسباب العكّ وتدهور الوضع المشين في وطننا العزيز. ولكن إن شاء الله بعزيمة الشرفاء والمخلصين سوف نتجاوز هذه المرحلة من عمر الوطن.
الآن دعونا نغوص ونتحدث في أهمية العلم والتعليم، وكيفية ارتقاء الأمم، فالدول لن تستقيم بدونه ولن تكون ذات مكانة مرموقة وهي بعيدة كل البعد عن عصب مستقبلها، ألا وهو العلم والتعليم. ومن خلال هذه السطور المتواضعة في مقالي سوف نتعمق في دهاليز المغلوب على أمره، ألا وهو رمانة الميزان: التعليم.
نحن كي نبني جنوبنا العربي ونصل به إلى ما نحلم نحن العُلا، ونجد له موقعًا مرموقًا في التقدم والارتقاء به في العلالي أسوة بدول الإقليم المجاورة كخطوة أولى، ومن ثم نحو العالمية فيما بعد، لا حل لنا إلا التركيز والاهتمام المتناهي بالعلم كي نخرج من المآسي المحيطة في وطني، وتاج رأسنا هو الارتقاء بالتعليم، هذه الكلمة المكونة من أغلى خمسة أحرف على وجه الكون.
يا أبناء وطني، نحتاج إلى عمل جبار وطني عظيم، مخلص محب، طموح، تملأ كينونيته حب الانتصار وعظيم الأمل المشرق المشرب بالكبرياء، ذات العنق المرفوع دومًا في رؤية وطنه في مصاف الأمم المتقدمة، المهتمة بشكل عظيم بالتعليم.