آخر تحديث :الجمعة - 14 نوفمبر 2025 - 05:06 م

كتابات واقلام


الحرب على الجنوب تعمل على إبادة العقول قبل الأجساد

الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - الساعة 10:00 م

سعيد أحمد بن اسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق - ارشيف الكاتب


الحرب على الجنوب اخذت مسارا اخطر من المواجهة العسكرية.. ابادة العقول قبل إبادة الأجساد.. نهج سار عليه قوى الاحتلال وأذنابه الفاسدين.

إن تمزيق النسيج الجنوبي هي ابادة بحد ذاتها.. فإذا شاهدت انقطاع الكهرباء والماء، وتأخير صرف الرواتب لشهور وتوقف التعليم وارتفاع العلاج الجنوني والدواء وتوجه الاطباء الى العيادات والمستشفيات الخاصة وعدم اعطاء وظيفته الحكومية اي اهتمام، كل هذه أدوات تذويبية لآدمية الانسان تحركه للحرب الاهلية من غير إدراك الذي يعتبر بمثابة تعطيل للعقل لمنعه عن التفكير في معالجة الأمور لصالح عدو لا نراه بإستثناء أدواته التي يحركها من بعد.

هكذا الحروب اليوم تشن على الجنوب بأيدي جنوبية وهذا أخطر بكثير من حرب المواجهة لانها حروبا تدميرية عن طريق خلق الصراعات ونشر المخدرات بين الشباب والبنات اخترقت قدسية المنشآت التعليمية والدوائية.. وجميعها أسلحة إبادة للشعب الجنوبي طال الصغير قبل الكبير وإستنزاف للثروة الوطنية، ليس للنفط فقط كما يتصوره البعض وإنما لماء الشرب ولتربة الأرض والمحاصيل الزراعية والاسماك ولك ان ترجع الذاكرة الى الوراء كيف كانت المنتوجات الزراعية والسمكية وكيف الآن؟ ماالذي جعل الأمن الغذائي يقل بكثير عن النصف من مخزونه؟. إن الدمار طال كل شئ في الجنوب والدمار تعني الإبادة الممنهجة.

لاشك ان الحروب المتزايدة في الساحة الجنوبية ولدت العاهات والاعاقات والتخلف العقلي والحالات النفسية والامراض المستعصية والحميات المستحدثة والهزال والتقزم ناهيك عن ارتفاع البطالة والجريمة بشكل ملفت لفظاعتها وقسوتها.. كل ذلك مرتبط عند اطالة الحروب دون الوصول الى حلول وما الاعتماد على الاغاثة والاعانة أكبر دليل على الحرب التي اخذت اكثر من مسار بأيدي جنوبية تعمل على تسهيل عملية الابادة للقوى البشرية والاستنزاف للثروات الوطنية التي تعمل الدول وخاصة العظمى منها على الحفاظ عليها لزيادة نسبة التخزين.. لانها هي المعيار الحقيقي لثقل الدول في العالم.

يتوجب على الدولة دراسة العناصر السياسية المختلفة واثرها في مقدرة الدولة على السيطرة على الاراضي التي تخضع لها وان توضّح المشاكل التي تنجم عن تلك السيطرة.

تواجه الاراضي الجنوبية مجاميع كبيرة من النازحين وايضا الى تسلل الافارقة بصورة مستمرة الى الاراضي الجنوبية وانشاء خلايا سكانية وهذا ينذر بخطر تغيير الهيكل السكاني للجنوب وذلك للتوسع على حساب الجنوب، لذلك يقتضي ضرورة التخطيط لضبط النمو السكاني تلافيا للضغط الشديد على الموارد مما يهدد باستنزافها فضلا عن الزيادة الاستهلاكيّة التي تولد زيادة في حجم الملوثات. كما يجب الحماية والعناية للبحر العربي لانه المصدر الاساسي للغذاء ومصدر للطاقة ولكثير من المعادن.. فالاستنزاف العشوائي الجاري اليوم هي حروبا مستهدفة على الجنوب وايضا تصدير اناث الجمال والاغنام والخرفان والابقار ليس امرا عابرا وانما استغلال لفرص الاستنزاف، وعلى الجنوبيين استدراك الامر، فالحرب التي تشن على الجنوب لها أهدافا بعيدة المدى لن تشعروا بها الا بعد سنوات.

لقد خسر الجنوب منذ عام 1990 الآلاف من كوادره وخبراؤه.. فالاستفادة من الخبرات الوطنية المتواجدة المتعطلة عن العمل وهي قوى بشرية لا يستهان بها وتعتبر من اهم الثروات التي يمتلكها الجنوب والركيزة الاساسية للنهوض بجانب ثرواته الطبيعية البكر.. ليس بمقدور الجنوب اليوم ان يخسر الكثير ولابد من تقرير حق المصير نكن أو لا نكون.. باستعادة الدولة الجنوبية والهوية وبناء الانسان الجنوبي مطلب شعبي فلا وجود للجنوبيين الا باستعادة الدولة والسيادة ولا خيار غيره.. من يسالمنا نسالمه ومن يحاربنا نحاربه.. حق مشروع دينيا ودوليا.

إن الجنوب وسط حرب ترى فيه فراغا تلتمع فيه اشعة الشمس وبالفراغ اجساد جائعة وخرائب حية، حياة مجردة تنتظر السلال الغذائية والرعاية الطبية.. حشود امام المخيمات الطبية.

لم يكن الجنوب بالماضي القريب يشهد النزاعات حول المناطق الجغرافية تحت مسميات قبلية ومناطقية وعدم احترام حقوق الانسان والصراعات إثنية وحركة أعداد ضخمة من البشر دون السيطرة عليها من نازحين ومستوطنين، ومهاجرين ومتسللين ولاجئين في بلد يعاني من الفقر والجوع وسوء الخدمات، الارهاب، الجريمة المنظمة وغير المنظمة، تجار المخدرات والبشر.. لاشك ولا ريب فالجنوب امام سيناريو الصراع ضد الآخر الشرير؛ تاجر المخدرات والارهاب أو الصراع من أجل الموارد والمصادر، أو الصراع من اجل العدالة والحقوق، يمكننا ان نقول فضاء داخلي تحكمه استراتيجية ترسي القوانين وفي نفس الوقت تعطلها.. انه واقع أنفجار سياسة الاحكام العرفية.

يواجه فيه الجنوب حروبا مستهدفة واعلاما خاليا من كل المعايير الانسانية والاخلاقية بهدف ابقاء الوحدة بالقوة او الموت لاجل اطماع ذاتية خبيثة اخذت تتكشف فصولها.

امام الحرب الإعلامية المضللة الحاقدة التي تشن على الجنوب كذبا وزورا يتوجب من وضع سياسات اعلامية إن لم تتصدى لتأثيرها الضار علينا، فإنها قد تعرقل على الأقل بأحلامنا وحقوقنا المشروعة باستعادة الدولة الجنوبية بكامل حدودها وهويتها التاريخية وتمكننا من التعامل معها بحكمة أكبر.
المجلس الانتقالي الجنوبي يمثلنا الرئيس الزعيم عيدرس قاسم الزبيدي قائد المسيرة الشعبية نحو تحقيق استعادة الدولة الجنوبية والهوية
دولة فيدرالية تستند الى الشراكة الإقليمية والدولية
عهد الرجال للرجال.