آخر تحديث :الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 07:59 ص

كتابات واقلام


شعاراتهم تتغيّر.. والهدف واحد: احتلال الجنوب

الإثنين - 27 أكتوبر 2025 - الساعة 10:06 م

رائد عفيف
بقلم: رائد عفيف - ارشيف الكاتب


في كل مرة يقترب فيها الجنوب من استعادة صوته،
تخرج علينا آلة الحرب بشعار جديد،
تتبدّل الأقنعة، وتُعاد صياغة الأكاذيب،
لكن الهدف يبقى واحدًا: احتلال الجنوب، وكسر إرادته.

في عام 1994،
قالوا إنهم يحاربون "الكفر والشيوعية"،
لكنهم كانوا يحاربون شعبًا أراد أن يعيش بكرامة،
فاجتاحوا المدن، وسحقوا المؤسسات،
وأُقصي كل من حمل حلمًا جنوبيًا حرًا.
ومنذ ذلك اليوم، والجنوب يدفع الثمن:
تهميش، إذلال، وتسلط لا ينتهي.

ثم جاء عام 2015،
وهذه المرة بشعار "محاربة الدواعش"،
لكن الحقيقة كانت أكثر مرارة:
الدواعش كانوا هم أنفسهم،
جاؤوا بوجوه الإرهاب، ورايات الفوضى،
ليحتلوا الجنوب تحت غطاء زائف.
لكن أبناء الجنوب لم يتراجعوا،
وقفوا في عدن، ولحج، وأبين، وشبوة، وحضرموت،
وسُطّرت ملاحم من البطولة،
ومع ذلك، لم تنتهِ الفاتورة،
فالفوضى ما زالت قائمة،
والوصاية ما زالت مفروضة.

واليوم، يعودون من جديد،
بشعار "محاربة أمريكا وإسرائيل"،
لكن الجنوب هو الهدف الحقيقي،
والشعار مجرد ستار،
والحملة الإعلامية مجرد تمهيد لغزو جديد.
يقودها الخونة والأنذال،
ويُراد منها إخضاع شعبٍ لم ينكسر.

لكن الجنوب ليس ساحة لتصفية حساباتهم،
ولا وقودًا لحروبهم العقائدية أو السياسية.
الجنوب شعبٌ له ذاكرة، وله كرامة، وله قضية.

وهنا، تبرز مسؤوليتنا الكبرى:
نشر الوعي المجتمعي،
وتحصين العقول من التضليل،
وكشف كل من يبيع الوهم تحت راية المقاومة أو الدين أو الوطنية.

فليكن صوتنا واحدًا،
ولنقلها بوضوح:
لن يُخدع الجنوب مجددًا، ولن يُستباح باسم الشعارات.