آخر تحديث :الأحد - 14 ديسمبر 2025 - 05:08 م

كتابات واقلام


قوت المواطن يا فاسدين

الخميس - 30 أكتوبر 2025 - الساعة 05:06 م

أبو مصعب عبدالله اليافعي
بقلم: أبو مصعب عبدالله اليافعي - ارشيف الكاتب


حقيقة وضع الوطن مزرٍ، بل أكثر من ذلك بكثير، حيث وصل أبناء هذا البلد إلى مستويات متدنية للغاية في معيشتهم، إلى حد أصبحت فيه ظروفهم الإنسانية في غاية السوء، حتى انتشر التسول في أرجاء الوطن.
هذا الواقع المرير جاء نتيجة حكومتنا الرديئة، المجردة من أبسط مقومات المسؤولية، والتي حولت مواطنيها في جميع مناحي الحياة إلى أشخاص يعانون الفقر والحاجة، في وطن لا يحترم إنسانيتهم.
لقد جعلت هذه الإدارة الفاسدة أغلب المواطنين يعيشون حالة عوز مستمر، وتحولوا في الغالب إلى متسولين، بينما يعيش فريق السلطة في حياة من البذخ والرفاهية، مستمتعين بملذات الحياة، تاركين عامة الشعب المغلوب على أمره في جحيم الحياة وضنك العيش الذي ينهش أجسادهم.
هذا الفشل في إدارة الدولة يعتبر قمة الإهمال، بحيث أصبح المسؤولون كأنهم يعيشون في كوكب خارج الوطن، بعيدين كل البعد عن معاناة المواطن الغلبان، ومنفصلين عن قضاياه اليومية التي أصبحت تمثل له جبالًا من المعاناة.
هل هؤلاء المواطنون يعيشون حقًا في بلد يحكمهم أشخاص من أبنائهم، أم أنهم في غابة مليئة بالعفن من شدة الفساد الذي يزكم الأنوف؟ هل يعقل أن يصل الفساد إلى لقمة عيش المواطن، بحيث لا يستطيع توفير ما يلزم لنفسه أو لأولاده بسبب الغلاء الفاحش؟
لقد أصبح هؤلاء المسؤولون مجردين من الضمير والرحمة، لا يهتمون بمواطنيهم المكلومين، بينما يعيشون في رفاهية بلا حدود، كأنهم مزهريات على كراسيهم تزين مكاتبهم، ناسين أنهم موظفون لهذا الشعب الغلبان، وأنهم مسؤولون عن حياتهم وعيشهم.
لقد ابتلانا الله بهم، فلا يرحمون ولا يخلون رحمة الله تلامس المواطن، بسبب غول الفساد والظلم الذي يمارسونه، ومحاربتهم للمواطنين، مما تسبب في الغلاء الفاحش في أرض الوطن، بسبب الحبايات والرسوم الباهظة على كافة المواد الغذائية، فأصبح المواطن الغلبان يشاهد ولا يستطيع الشراء لعدم قدرته المادية.
يا فاسدين، الذين تحكمون وتجلسون على الكراسي لتتزينوا فقط، وتشبعوا رغباتكم وكروشكم المنتفخة من تخمة أموال الشعب بغير حق، عليكم أن تصحوا من نومكم، فالله يمهل ولا يهمل، ومنتظركم أيام حساب عظيم عاجلًا أم آجلًا.
عليكم أن تنظروا لهذا الشعب بعين الرحمة والمسؤولية، فالحكمة تقول: "إذا دعتك قدرة على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك".
ونقول لشعبنا: إن الله مع الصابرين إذا صبروا، وإن بعد العسر يسر، وبعد الصبر الفرج. والله من وراء القصد.