آخر تحديث :الأحد - 14 ديسمبر 2025 - 05:08 م

كتابات واقلام


الجنوب العربي.. يمرض ولكن لا يموت

الخميس - 06 نوفمبر 2025 - الساعة 03:49 م

أبو مصعب عبدالله اليافعي
بقلم: أبو مصعب عبدالله اليافعي - ارشيف الكاتب


بداية أفخر، ملء السماء والأرض أنني جنوبي عربي. هذا شعار كل محب لوطنه الجنوبي. فهذه البقعة المتواجدة على سطح الكرة الأرضية، في نظري الشخصي، من أجمل وأرقى المناطق الموجودة على هذا الكوكب، ووزن ترابها يساوي في ثقله كل النفائس الموجودة في جوف الأرض، بل وأكثر من ذلك. فهي تقدر بكل الكنوز لما تحتويه من قيم لا تُقدر، وليس لها ميزان لتحديد عظمتها.
فالجنوب العربي لوحة جمال أبدع فيها خالق الكون، أظهرها للعالم بحارها وجوها وترابها، والذهب موجود في كل بقعة تتواجد عليها. ولو ظللت أغزل فيه لما وُفّيّت مشاعري وأحاسيسي، وكل ما أملك من حب لا يوصف لشدة ولعي الكبير لهذه البقعة الرائعة، فهي عزيزة على أرواحنا رغم المتاعب والمنغصات التي زرعها الأشرار في أوساطنا، اعتقادًا منهم أننا سوف نترك أرضنا لهم ليمرحوا ويعيثوا فيها كل أصناف الفساد وأعمال السوء، لكن هيهات، فالجنوب عصي عليهم.
لأنها حقًا مبهرة لنا بكل ما تحويه نفوسنا من قدر ومعزة نحوها. فرغم الصعاب والمشاكل والدسائس التي حيكت ضد جنوبنا العربي من جميع أعدائه، استطاع أن ينهض ويقف على قدميه من تحت ركام المؤامرات الخبيثة، بقوة المؤمنين بصون وطنهم العظيم، وبذلوا التضحيات وبالأخص الشهداء الذين رووا أرضه بدمائهم الزكية. ومن خلال هذه التضحيات استطاعوا توحيد صفوف الشعب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الغزاة والسفلة المنحطين أخلاقياً، الخونة ناقضي العهود، لتظل أرض الجنوب حرة.
وفي غفلة من الزمن، مر الجنوب العربي بسبب الخلافات السياسية بين الرفاق والدسائس التي زرعتها أجهزة من يدعون أنهم أصحاب مبدأ، لكنهم الغادرون الذين لا يريدون للجنوب أي خير. إلى أن ظهر رجال أقوياء في تمسكهم بالأرض وتراب الوطن، قدموا الشهداء العظماء في سبيله، ومن خلال التضحيات استطاعوا توحيد الصفوف والشعب حولهم.
فرغم كل ما عانى الجنوب الأبي، صمد صمود الجبال والأقوياء، ولم يجعل الأعداء يحققون ما كانوا يحلمون به، وذلك بفضل الله أولًا، ثم بفضل قوة وعقيدة رجال لا تعرف الهزيمة، ملتزمين بمبادئهم وعزيمتهم الفولاذية. وما زالوا حتى هذه اللحظة صامدين ضد العواصف والأمواج العاتية التي تحيط بهم من جميع الجهات.
النصر قادم لا محالة لأبناء شعبنا الجبار، صاحب القضية العادلة، بوجود قياداته المخلصة، رغم الحملات الإعلامية المضادة والمظللة لكل ما هو في طريق الاستقلال الناجز بإذن الله. أملنا كبير بكل المخلصين الصناديد لتخليص الوطن من الحثالات التي تتربص به، وكذلك أملنا بالله العلي العظيم في نصرنا، لأننا أصحاب حق ووطن مسلوب في غفلة من الزمن، ولا يصح إلا الصحيح.
عودة بوصلة الوطن إلى وضعها السليم ستفتح الباب أمام مرحلة البناء والتنمية، ونظهر للعالم أجمع أننا قوم يحب الحياة والسلام، وطموحنا لبناء جنوبنا في أبهى صورة تبهر من يراه، بسواعد أبنائه المتعطشين لتحريك عجلة نهضة الوطن، من كافة النواحي التعليمية والاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية.
شعبنا وقيادته سيجعلون من جنوبنا العظيم مثلًا يُضرب فيه المثل في هذه الدنيا، لأنه يدرك أن ما فات من الزمن أصبح صفحات طويت إلى الأبد، ونحن أبناء مرحلة جديدة من عمر الجنوب العظيم، نحو طريق التفاؤل والازدهار والتقدم إلى الأمام دون الالتفات للخلف، بإرادة قوية من جميعنا، لا لنا غير الثقة بقدرتنا والتفاؤل في تحقيق حلمنا العظيم لنهضة جنوبنا العربي العزيز على أرواحنا، الذي نفديه بكل غالٍ ونفيس.
وأختم بعبارة: "الجنوب العربي يمرض بسبب كل المؤامرات التي تحاك ضده، ولكنه لا يموت إطلاقًا، وسينهض المارد الجبار ويعلنها دولة ذات سيادة، وإن غدًا لناظره قريب."