آخر تحديث :الأحد - 14 ديسمبر 2025 - 07:38 م

كتابات واقلام


حافلات النقل.. إهمال يهدد حياة المواطنين

السبت - 08 نوفمبر 2025 - الساعة 06:28 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


هل ما زال المواطن في مأمن داخل حافلات النقل العام؟

الحقيقة المُرّة أن وسائل السلامة غائبة أو موجودة بشكلٍ شكلي، لتصبح حياة الركاب معرضة للخطر كل يوم على الطرقات.

تُعد وسائل السلامة في الحافلات خط الدفاع الأول عن الأرواح، فهي ليست خيارًا ثانويًا، بل ضرورة أساسية قبل تشغيل أي وسيلة نقل تقل المواطنين يوميًا.

للأسف، كثير من الحافلات تفتقر لأبسط هذه الأدوات: طفايات حريق غير كافية، ومطارق لكسر الزجاج، وكاميرات مراقبة داخلية لتوثيق الحوادث.

إن غياب هذه الوسائل البسيطة قد يكون الفاصل بين الحياة والموت، ويعكس حجم الإهمال والاستهتار بأرواح المواطنين. وجود أربع طفايات على الأقل ومطرقة كسر الزجاج لكل حافلة يجب أن يكون إجراءً وقائيًا حتميًا، لكن هذه المخالفات تمر دون رقابة أو مساءلة، وكأن حياة المواطن بلا قيمة لدى بعض الجهات المعنية.

إن تجاهل معايير السلامة يكشف خللًا إداريًا ورقابيًا واضحًا في أداء وزارة النقل والجهات المختصة، فلو وُجدت جولات تفتيش منتظمة وحملات رقابية صارمة، لما وصلت الأمور إلى هذا الحد من الإهمال.

ومن هنا، يجب على وزارة النقل التحرك الفوري لإطلاق حملة شاملة تُلزم شركات النقل بتطبيق كافة معايير السلامة، مع تزويد كل حافلة بكاميرات مراقبة داخلية تساعد في تحليل أسباب الحوادث ومحاسبة المقصرين.

حماية الأرواح مسؤولية وطنية وأخلاقية لا تحتمل التأجيل، فحياة المواطن يجب أن تكون أغلى من أي إيراد مالي أو مصلحة شخصية.

الأمن والسلامة في وسائل النقل ليست مطلبًا ثانويًا، بل عنوان احترام الدولة لمواطنيها وواجب لا يقبل التهاون.

ولو كانت الدولة تحترم مواطنيها حقًا، لكان مثل هذا الإهمال كافيًا لاتخاذ إجراءات صارمة بحق المسؤولين عن قطاع النقل، ومحاسبتهم بشكلٍ رادع، ووضع حدٍ للاستهتار الذي يهدد حياة الناس.

فحياة المواطن ليست لعبة، وأي تقاعس فيها يجب أن يُقابَل بمحاسبة عادلة.

#محمد_عبدالله_المارم_القميشي