آخر تحديث :الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 05:40 م

كتابات واقلام


كيف جرى تحويل معاناة المواطنين إلى مكاسب؟

الجمعة - 14 نوفمبر 2025 - الساعة 05:06 م

محمد عبدالله المارم
بقلم: محمد عبدالله المارم - ارشيف الكاتب


هل يمكن لبلدٍ يملك كل مقومات العيش الكريم أن ينهار بسبب استغلال أزماته من قبل فاسدين؟
الواقع المرير في بلادنا يثبت أن المشكلة ليست في قلة الموارد، بل في غياب الإرادة الصادقة للإصلاح، واستغلال الأزمات لتحقيق مكاسب شخصية.

ليست قلة الموارد أو ضعف الإمكانات سبب الأزمة الحقيقية فبلادنا تملك ما يكفي من الخير للعيش بكرامة، لكن من يسيطرون على مفاصل القرار يبدون غير مهتمين بتحسين حياة المواطن، ويجعلون من الأزمة مستودعًا لجمع المال وتوسيع النفوذ.

يظهر الفساد واضحاً في معالجة القضايا الاقتصادية والخدمية عبر حلول شكلية يستفيد منها الفاسدون مباشرة، مثل فرض الجبايات وابتكار رسوم تحت مسميات مختلفة.
وما يُقدَّم على أنه إصلاح، ليس سوى تعميقٍ للأزمات وإطالةٍ لعمر الفشل.

ويبقى المواطن هو الخاسر الأكبر، إذ تتحول معاناته إلى مورد ربحٍ للفاسدين، وتُدار الدولة بعقلية الجباية لا بعقلية التنمية.

الحلول الحقيقية تبدأ بمحاكمة المقصّر ووقف الناهب، وباتخاذ القرارات على أسسٍ واقعية لا على تبريراتٍ واهية.

الإصلاح المؤقت، بلا جدية في المحاسبة، لن ينتج سوى مزيدٍ من التمزق، ولن يمنح النصر إلا لقوى الفساد وحدها، تاركًا المواطن رهينَ معاناةٍ مستمرة.

البلد لن ينمو أو يتحسن إلا حين تصبح مصلحة المواطن أولوية، ويُوقف المتنفذون الذين يستغلون الأزمات.

الإصلاح الحقيقي مسؤولية جماعية، تتطلب إرادةً صادقة ورؤيةً واضحة لبناء مستقبلٍ مستدام.

#محمد_عبدالله_المارم_القميشي