آخر تحديث :السبت - 06 ديسمبر 2025 - 01:39 ص

كتابات واقلام


السياسة تفرض واقعًا.. والجنوب يفرض هوية

السبت - 06 ديسمبر 2025 - الساعة 01:39 ص

رائد عفيف
بقلم: رائد عفيف - ارشيف الكاتب


السياسة قد تفرض شعارات وواقعًا لا يعكس حقيقة ما في القلوب. نعم، نحن اليوم نخرج وندخل البلاد بجواز الجمهورية اليمنية، ونرى العلم اليمني في المطارات والمنافذ، لكن ذلك لا يعني أن علم الجنوب قد غاب أو أن الهوية الجنوبية قد تراجعت.

تسليم بعض المواقع لقوات درع الوطن ليس تنازلًا عن النصر، بل هو احترام وتقدير لدور التحالف الذي وقف معنا في معارك مصيرية. ومع ذلك، تبقى الحقيقة واضحة: من حرر الأرض هم رجال القوات المسلحة الجنوبية، ومن صنع الانتصار هم أبناء الجنوب الذين واجهوا المليشيات الحزبية واكتسحوا مواقعها.

الرئيس عيدروس الزُبيدي وقيادة الجنوب يعرفون مصلحة شعبهم، ويدركون أن السياسة تفرض أحيانًا رفع شعارات معينة أو التعامل مع واقع مفروض، لكنهم في الجوهر ثابتون على الهدف: الجنوب لن يعود إلى الوراء، ولن يسمح أن تُختطف تضحياته.

وليس الجنوب وحده من يواجه هذه المفارقة؛ فحتى الشعب الفلسطيني، رغم ثباته على قضيته، فُرضت عليه عملة الاحتلال الصهيوني في معاملاته اليومية، لكنه ظل متمسكًا بهويته ورايته وقضيته. هذه هي السياسة حين تُفرض، لكنها لا تستطيع أن تمس جوهر الهوية ولا أن تُلغي الحق.

إنها لحظة وعي: أن نفهم أن السياسة قد تفرض علينا رفع علم أو استخدام جواز، لكن الهوية لا تُفرض ولا تُصادر. الجنوب يلامس دولته بثبات رجاله الشرفاء، والراية الجنوبية ستظل خفاقة، مهما حاولت القوى أن تغيّر الألوان أو تفرض أعلامًا أخرى.