آخر تحديث :الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 12:02 ص

كتابات واقلام


صراخ الذباب… وعظمة الجنوب

الأحد - 07 ديسمبر 2025 - الساعة 02:56 م

رائد عفيف
بقلم: رائد عفيف - ارشيف الكاتب


لم يكن مشهد إنزال علم الجمهورية اليمنية من فوق مؤسسات الجنوب حدثًا عابرًا، بل كان إعلانًا صريحًا بأن أبناء الجنوب قد قرروا أن يكتبوا تاريخهم بأيديهم، بعيدًا عن الوصاية والعبودية. ومع ذلك، لم يكد هذا المشهد يمر حتى انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بصراخ ناشطي وذباب الإخوان والحوثيين، وكأنهم فوجئوا بأن الجنوب لم يعد يقبل العيش تحت راية لا تمثله.

الغريب أن هؤلاء أنفسهم صمتوا حين مزّق الحوثي أعلام الجمهورية اليمنية في صنعاء، وسحل المواطنين وضربهم حتى سالت دماؤهم لمجرد أنهم رفعوا علم الجمهورية اليمنية في أعياد ثورة 26 سبتمبر، وحين مزّقها ورماها في براميل القمامة، لم يتفوه أحد منهم بكلمة أمام بطشه. لكنهم وجدوا في الجنوب، ومن خارج البلاد أيضًا، ساحة سهلة لتفريغ عقدهم ونقصهم.

أبناء الجنوب لم ينزلوا علمًا فقط، بل أسقطوا معه رمزية العبودية التي حاولت القوى المتسلطة فرضها عليهم لعقود. هم رجال استعادوا أرضهم وكرامتهم، وأعادوا تعريف معنى السيادة، بينما خصومهم يكتفون بالصراخ خلف الشاشات، يهاجمون الأبطال بدلًا من أن يخجلوا من صمتهم أمام الحوثي.

إن ما يثير حنقهم ليس العلم ولا الراية، بل الشجاعة التي افتقدوها. يشعرون بالنقص أمام رجال الجنوب الذين رفضوا الخضوع، فاختاروا طريق الحرية مهما كان الثمن. وبينما يختبئ البعض خلف شعارات زائفة، يواجه الجنوبيون الواقع بصلابة وإصرار، ويكتبون قصة وطن لا يقبل الانكسار.

الخاتمة

سيظل الجنوب شوكة في حلق كل من أراد له الذوبان أو الانصهار في مشاريع لا تمثله. وسيظل صراخ الذباب مجرد ضجيج عابر، بينما الحقائق على الأرض تقول إن الجنوب قد استعاد أرضه وكرامته المسلوبة، وأن أبطاله يمضون في طريق الحرية، غير آبهين بمن فقدوا صوتهم أمام الحوثي ووجدوه فقط لمهاجمة رجال الجنوب.