آخر تحديث :الأحد - 28 ديسمبر 2025 - 09:20 م

كتابات واقلام


حضرموت والمهرة… كانت الطريق إلى معركة في عدن

الأحد - 28 ديسمبر 2025 - الساعة 07:30 م

رائد عفيف
بقلم: رائد عفيف - ارشيف الكاتب


المجلس الانتقالي الجنوبي لم يدخل حضرموت والمهرة عبثاً، بل بخطوات مدروسة وواعية، وهو يدرك أن المواجهة الكبرى ستأتي في النهاية. لقد أثبت الانتقالي أنه يقرأ النوايا جيداً ويستبق الأحداث لحماية عدن والجنوب كله.

خلال السنوات الماضية، تغيّر المشهد الجنوبي وبرزت قوى وتشكيلات جديدة لم يكن الانتقالي هو من أنشأها، لكنها أصبحت جزءاً من الواقع الذي فرض نفسه. ومع ذلك ظل الانتقالي ثابتاً في مساره، يتعامل مع كل المتغيرات بعقلانية، واضعاً أمامه أن حماية عدن لا تنفصل عن حضرموت والمهرة، وأن الدفاع عن الجنوب لا يكتمل إلا بجميع أبنائه، ليؤكد أن مشروعه هو مشروع وطن جامع لا يقتصر على فئة أو منطقة بعينها.

حضرموت والمهرة لم تكونا محطة عابرة، بل جزءاً أساسياً من مسار حماية الجنوب. الهدف كان واضحاً منذ البداية: عدن هي القلب النابض، وحضرموت والمهرة هما العمق والسند. حاولت بعض الأطراف أن تفرض على الانتقالي خيارات صعبة بين الإقصاء أو القبول بواقع مفروض، لكنه تمسك بموقفه السيادي، واختار أن يكون صاحب القرار، مدافعاً عن عدن باعتبارها رمز السيادة، ومعها كل أرض الجنوب.

أبناء الجنوب ظلوا أوفياء لشراكتهم مع الأشقاء في التحالف العربي، متمسكين بمبادئهم في استعادة دولتهم، وأثبتوا أن شراكتهم تقوم على الصدق والوفاء، وأن قضيتهم لا تنفصل عن دعم الأشقاء الذين وقفوا معهم في أصعب الظروف. لقد صبر الجنوب سنوات طويلة وهو يتجرع الويلات، لكنه اليوم يؤكد أن وقت الحسم قد حان، وأنه لن يقبل أن يبقى رهينة الانتظار.

حضرموت والمهرة جنوبية الهواء والهوية، وهما نبض الجنوب العربي، ومنهما يتجدد العزم والإرادة، ليبقى الجنوب كتلة واحدة متماسكة في وجه كل التحديات.

ونحن اليوم نجدد العهد بالوفاء للأشقاء في التحالف العربي، مع تمسكنا بحقنا في الدفاع عن أرضنا وقضيتنا، والوفاء لدماء الشهداء التي روت تراب الجنوب.

سننتصر… نحن أسياد أرضنا، والحق لا يهزم.