آخر تحديث :الإثنين - 29 ديسمبر 2025 - 12:52 ص

كتابات واقلام


هل أستبدلت عاصفة الحزم مهمتها الأولى بأخرى؟

الإثنين - 29 ديسمبر 2025 - الساعة 12:15 ص

صالح شائف
بقلم: صالح شائف - ارشيف الكاتب


عند إنطلاق عاصفة الحزم في 25 مارس عام 2015؛ استقبلها شعبنا في الجنوب بترحيب عارم وبفرح كبير؛ ومستبشرا بقرب يوم الخلاص من الظلم الواقع عليه وتحرير أرضه وإرادته ونيل حريته؛ وقد قدم في سبيل استعادة دولته المستقلة - وقد أصبح الإعلان عنها سريعا مطلبا لشعبنا المعتصم في الساحات - عشرات الألاف من الشهداء والجرحى.

بل وعبر الناس عن إمتنانهم للمملكة العربية السعودية؛ ورفعوا أعلامها وصور الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد في الساحات والميادين وعلى سياراتهم؛ وكذلك كان الحال مع الإمارات العربية المتحدة وقيادتها.

غير أن الأمور سارت بعد فترة زمنية ليست بالطويلة ليس كما قد بدأت؛ وفقدت عاصفة الحزم زخمها؛ بل وأستبدلت مهمة التحالف بمهمة أخرى لم تكن ضمن الأهداف المعلنة للعاصفة؛ وفيما يلي البعض من الشواهد على ذلك :

( 1 ) أنطلقت عاصفة الحزم وبتحالف عربي واسع بهدف إسقاط الإنقلاب وعودة الشرعية معززة مكرمة إلى صنعاء.

ولكن ذلك لم يتم لأن ( الشرعية ) - وبموافقة التحالف - فضلت عدن كعنوان مؤقت لها لتتمكن من ( تحرير الجنوب المحرر)؛ ومؤخرا سقطت صفة الشرعية عن الشرعية جنوبا.

( 2 ) بعد الفشل والمآسي وكل الدمار الذي ألحق باليمن؛ فضلت زعيمة التحالف التفاهم وعبر وسطاء أولا؛ ومن ثم أنتقلت إلى الحوارات المباشرة والمتتالية مع قادة الإنقلاب؛ والوصول لصيغة ( التفاهم المشترك ) معهم والتجاوب مع طلباتهم وقد كانت بعضها أقرب إلى الشروط.

( 3 ) توجت الزيارات غير المعلنة بزيارة سفير زعيمة عاصفة الحزم محمد سعيد آل جابر العلنية لصنعاء بتاريخ 10 أبريل 2023 ومقابلة قادة الإنقلاب؛ وقد كان هذا تعبيرا صريحا عن الإعتراف بهم ولا يحتمل أي تفسير أو توصيف آخر.

( 4 ) زار عدد من قادة الإنقلاب السعودية لأداء العمرة؛ وقد كانوا جميعا من الذين شملتهم القائمة السوداء أو من تبقى منهم بعد مقتل عدد منهم وعلى رأسهم صالح الصماد؛ وقد أستقبلوا بحفاوة إستثنائية لم يكونوا يتوقعوها.

( 5 ) تواصلت الحوارات وتوسعت التفاهمات حتى تم التوصل إلى خارطة ( السلام ) الشاملة بين الطرفين ( الإنقلابيين والسعودية )؛ و ( الشرعية ) تتابع الأخبار بإهتمام وتنتظر ما سوف تبلغ به.

( 6 ) والسؤال هنا ماذا تبقى من أهداف تحالف دعم الشرعية المعلن عنها في مارس 2025 ؟.

( 7 ) ثم كيف تحولت مهمة تحالف دعم الشرعية من تحرير صنعاء إلى مهمة أخرى؛ وهي اليوم تهديد ودق طبول الحرب ضد الشريك الأول؛ وهو هنا الجنوب وقواته المسلحة ؟!.

( 8 ) ويحق لنا أن نتساءل كيف أصبح من يدافع عن أرضه ويحارب الإرهاب والتهريب ويقاتل المنظمات الإرهابية ( مجرما ) يستحق العقاب؛ بل وأصبحت قوات الجنوب المسلحة قوات ( غازية ) لأرضها وكأنها قوات ( أجنبية ) أحتلت أراضي دولة من دول ( التحالف ) ؟!.

أم أن ارض حضرموت الجنوبية قد صارت وكما لو أنها من ( أملاك ) من يهددون اليوم بالتدخل العسكري ودون علم أصحاب الأرض ومُلاكها ؟!.

مع كل ذلك فإننا نأمل أن تراجع المملكة العربية السعودية الشقيقة سياساتها ومواقفها مع الجنوب؛ ولمصلحة العلاقات الأخوية بين شعبينا حاضرا ومستقبلا.

فالجنوب لم ولن يكون إلا جارا شقيقا ووفيا يحترم ويقدر دور المملكة إقليميا ودوليا؛ ويحرص على إقامة أفضل العلاقات معها؛ ولن يكون مصدرا لتهديد مصالحها كما يروج لذلك أعداء الجنوب والمملكة على حد سواء؛ ولا نعتقد بأن قيادة المملكة وأجهزتها المختصة تجهل من يقف خلف كل ذلك.