آخر تحديث :الأربعاء - 31 ديسمبر 2025 - 02:29 ص

كتابات واقلام


التباكي على الوحدة والتهديد بالانضمام للحوثي بعد تحرير حضرموت والمهرة

الأربعاء - 31 ديسمبر 2025 - الساعة 02:16 ص

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


فتحت الشرعية والنخب السياسية اليمنية بواكي على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي وفي العالم كله بعد تحرير حضرموت والمهره من تلك القوات التي تتموضع فيهما منذ احتلال الجنوب عام 94م وحتى طالب رئيس الشرعية من التحالف القيام بأعمال عسكرية ضد القوات الجنوبية وهنا قرر بان عدو الشرعية هو الجنوب وقواته وليس الحوثي ولا ندري هل التحالف سيستجيب لمطالبه وان تم سيدخل في مرحلة الخطاء الاستراتيجي والذي سيحول مسار كل شبىء تم بناءه من بدء عاصفة الحزم حتى اليوم الى كارثة حقيقية ومع الأسف لا تزال أبواق الشرعية تصدح في كل عواصم العالم وكأن الانتقالي ارتكب جريمة لا تغتفر بينما الأمر في منتهى الوضوح والشفافية بانه تحرك في نطاق مسؤليته تجاه حماية حضرموت والمهره من جبروت تلك المنطقه العسكرية الاولى والتي تخدم انقلابي صنعاء منذ بدء الحرب حتى يوم التحرير وقد صرح بذلك الزعيم عفاش وكانت تقوم بتمرير الأسلحة والمعدات الحربية القادمه من ايران من الحدود البحريه والبريه الشرقيه للبلاد وتامين وصولها إلى مناطق الحوثي ويعرف ذلك القاصي والداني في الاقليم والعالم اصافه إلى ان مواطني حضرموت قد اخرجوا عدة هبات شعبيه حضرمية تطالب بخروج تلك القوات من أراضيها كما وان وظيفة هذه المنطقه المساعده على انتشار الارهاب في الوادي والصحراء وكذا من مهامها حماية آبار النفط المملوكه لمتنفذي صنعاء من مشايخ وقاده عسكريين وسياسيين وآخرين ويتم نهب النفط خارج اطار القانون.

السؤال لماذا تعارض الشرعية وكل النخب السياسية اليمنية التحرير؟ الم يكن اتفاق نقل السلطة يضع امامهم مهمة استعادة العاصمة صنعاء وهزيمة الحوثي عبر توحيد المجهود الحربي وتوجيهها شمالاً؟ وكيف سيتم تحقيق تلك المهمة إذا كانت تلك المنطقه تقوم بدور الداعم الأساسي للحوثي عبر تامين نقل الأسلحة والمعدات الحربية كان الاجدر بالشرعية من اول يوم نقل السلطة ان تبادر وتوجه الالويه العسكرية الخمسه المشكله للمنطقه العسكرية الاولى باتجاه تحرير العاصمة صنعاء ولكن ذلك لم يحدث.

لماذا الزعيق عبر القنوات الفضائية ضد القوات الجنوبية التي تحملت شرف تحرير الوادي والصحراء والمهره من تلك القوات التي هي جاثمة منذ احتلال الجنوب عام 94 م هذه القوات الجنوبية قامت بأعظم انجاز عسكري وهو وقف تدفق الأسلحة من ايران الى الحوثي عبر المناطق التي تسيطر عليها قوات المنطقه العسكرية الاولى وخدمت الامن القومي العربي والخليجي من التهديدات الحوثيه وكذا خدمت امن الملاحه العالمي في البحر الاحمر وباب المندب و بحر العرب من هجمات الصواريخ والمسيرات الحوثية.

الغريب بان رئيس الشرعية يطالب التحالف بالتدخل العسكري وضرب القوات الجنوبية السوال من العدو المشترك للشرعية والتحالف هل هو الحنوب ام الحوثي الذي قام بالانقلاب على الدولة ؟

لماذا الصراخ والتهديد كون القوات التي تموضعت بدلا عنها قوات حضرميه من النخبة ومن درع الوطن ومن القوات الجنوبية؟ وهل يعقل ان يطلب من حماة البلد الرحيل والخروج من بلدهم وتركها للغرباء ؟ اليوم حضرموت خرجت عن بكرة ابيها ترحب بالقوات الجنوبية وهل ذلك غير كافي لاقناع من لديه مرض او فوبيا من القوات الجنوبية التي تمثل السد المنيع لمحاربة الإرهاب وضبط الامن والاستقرار في اي منطقة تتمركز فيها حيث يشعر الأهالي بالاطمئنان والامان.

اثبتت الشرعية بانها غير جادة باسقاط الحوثي لانه يتمسك بالوحدة ولكن لديها الاستعداد للتحالف معه ضد الحنوب كونه يطالب بفك الارتباط وهنا سقطت مقولة تاجيل حل القضية الجنوبية إلى ما بعد هزيمة الحوثي هم يعرفون بان المجلس الانتقالي يتبنى هدف استعادة الدولة الجنوبية وهو مفوض من قبل شعب الجنوب ولم يكن ذلك خافي على أحد من اول يوم حرب ضد الحوثي وانتصر الجنوبيون في مقاومتهم الباسلة وتم تحرير الأراضي الجنوبية خلال الثلاثة الشهور الاولى من الحرب اين الجديد في ذلك وبالمقابل الشرعية بجيشها الجرار لم تستطيع تحرير محافظه شمالية متكامله خلال العشر السنوات حرب لكن ومع استكمال الجنوبيون تحرير أراضيهم ظهر وجه الشرعية بانه ليس في بالها تحرير صنعاء ولكن هدفها هو الإبقاء على الجنوب رهينه بيدها لعودتها الى باب اليمن ومثل هذه الألاعيب لا تنطلي على الجنوبيين ولا فرق بينها وبين كل الأنظمة التي تبادلت الحكم في صنعاء في نظرتها للجنوب منذ احتلاله عام 94 م ومع الأسف كل النخب الشمالية لم تتعلم من تجارب الماضي بل تكرر نفس الأساليب الملتوية في تحقيق اهدافها تجاه الجنوب بغض النظر عن خلافاتها حول السلطة ولكنها تتفق على ابقاء الجنوب تحت الهيمنة الشمالية والجميع يلتف حول هذا الهدف ونسوا بان الجنوبيون قد شبوا عن الطوق وعرفوا طريقهم في استعادة دولتهم بعيدا عن هيمنتهم وما تم اكتشافه من نهب ثروة النفط في وادي حضرموت بطريقه خارجه عن القانون ولصالح اشخاص متنفذين وبحماية القوات الشمالية المرابطه هناك إلا دليل على انهم يعتبرون الجنوب غنيمة حرب منذ العام 94 م يتصرفون في ثرواته كما يشاؤن ودون حسيب او رقيب وبعيدا عن رقابة الدوله
خروج شعب الجنوب إلى الساحات والميادين تأييدا لما اتخذه المجلس الانتقالي من اجراءات عسكرية وامنية لتامين وادي حضرموت والصحراء والمهره ومطالبته باصدار البيان الاول لاستعادة الدولة الجنوبية الاتحادية دليل على التفاف شعب الجنوب حول تحقيق هدفه في فك الارتباط ولتنفيذ تطلعاته في العيش بكرامة على ارضه وفي ظل دولته. الجنوبية المستقلة

قاسم عبدالرب العفيف
28/12/2025