آخر تحديث :الجمعة - 19 ديسمبر 2025 - 10:37 م

اخبار وتقارير


ايجارات المنازل في عدن.. ارتفاع غير متوقع في الاسعار.. تقرير خاص

الجمعة - 11 أكتوبر 2019 - 05:54 م بتوقيت عدن

ايجارات المنازل في عدن.. ارتفاع غير متوقع في الاسعار.. تقرير خاص

عدن تايم-خاص/ تقرير.. سامح ناجي

تشهد تكاليف ايجارات المنازل في مدينة عدن ارتفاعا غير متوقعا نتيجة الطلب المتزايد على الشقق السكنية سواءً كانت شقق مفروشة او غير مجهزة حديثة كانت او قديمة بالتوازي مع قلة البنى السكنية في مدينة عدن المخصصة للسكن.
ويشكل الارتفاع الكبير في تكاليف الايجارات بالتزامن مع ندرة الحصول على مساكن هاجسا يوميا لدى سكان المدينة إضافة إلى القادمين إليها من مختلف المناطق (الداخلين اليها) بعد ان اصبحت فرصة الحصول على مسكن شقة كانت او غرفة مجرد حلم صعب المنال فضلا عن الغلاء الجائر في اسعار الشقق ان وجدت في بعض اماكن المدينة او في اطرافها البعيدة.
وفي حين تشهد مدينة عدن ازمة خانقة في السكن ضاعفت الحرب من زيادة الطلب على المساكن في المدينة وارتفاع اسعارها بشكل جنوني خصوصا بعد نزوح الالف العائلات من المناطق التي تشهد حربا مستعرة إلى المدينة التي باتت تمثل الوجهة الأفضل والانسب للكثير من الاسر النازحة التي تقدم الى مدينة عدن يوميا لتنعم بالأمن النسبي بالإضافة لكونها المكان الانسب للحصول على فرص عمل او للاستثمار في بعض المشاريع التجارية الصغيرة.
وجهة نظر مستأجر
عبدالناصر يوسف والذي يسكن شقة في مدينة دار سعد شمالي عدن يقول " انا ادفع نصف راتبي ايجار للشقة التي اسكنها منذ ثلاث سنوات وفيما يتعلق بجوانب الزيادة في السنوية في تكلفة الايجار فقد زادت بنسبة 45% عن السنة الماضية.
ويؤكد عبدالناصر الذي يعمل بإحدى الشركات المحلية في مدينة عدن ان وسيلة التقشف باتت طبيعة يومية مع افراد اسرته وذلك لعمل توازن بين كلفة الايجار وكلفة النفقة المعيشية اليومية.
ويضيف عبدالناصر انه عند مطلع العام الجاري كانت هناك مطالبات من مالك المنزل برفع تكلفة الشقة إلى 600 ريال سعودي غير انه بذل قصار جهده لمفاوضة مالك المنزل بالتعديل عن رفع الايجار وهو ما حدث بالفعل حيث رست المفاوضات على مبلغ سبعون الف ريال.
وجهة نظر باحث عن سكن
ويقول امجد عوض الذي يعمل في إحدى المنشئات التجارية الصغيرة في مدينة عدن ان انعدام السكن دفع به إلى العيش مع بعض اقرباءه ومعارفه في المدينة وابقاء اسرته المكونة من خمسة أفراد في محافظة لحج نظرا لصعوبة الحصول على سكن للعيش فيه مع اسرته
ويفيد امجد القاطن في عدن منذُ سنتين ونصف ان انعدام السكن يتسبب في معاناته يوميا حيث يشكل عدم الاستقرار في السكن المناسب بالنسبة له معضلة في عملية التنقل مع اقاربه او معاريفه فضلا عن ضياعه لكثيرا من سندات واوراق العمل جراء التنقل وعدم الاستقرار.
شهاب حداد والذي يسكن منذ ثلاث سنوات في احدى الشقق السكنية بمدينة خورمكسر يقول " ان تكلفة أجرة الشقة التي يسكنها والمكونة من غرفتين وحمام ومطبخ هو مبلغ ثمانون ألف ريال ويؤكد حداد ان فوارق الزيادة في الايجار سنويا يصل إلى نسبة تقدر ب 35% كل عام الأمر الذي ينعكس على وضعه المعيشي في المتطلبات الأخرى
ويقول حداد "انا محظوظ جدا بالنسبة للسكن فقد توفقت بالحصول عليه غير موضوع الايجار كما اشاهده من حال الزملاء واقارب صار هاجس متواصل ويمثل حالة قلق وضغط نفسي للمستأجرين لأسباب عديده منها ربط الايجار بارتفاع العملة الصعبة اي كلما هبط قيمة العملة المحلية يقوم صاحب العقار برفع الايجار الشهري بشكل مباشر ولو تكرر الارتفاع كل شهر .. عدم التزام صاحب العقار بالعقد او وضع شروط العقد بالطريقة التي هو يريدها، عدم التأكد والضمان المكوث طويلا في بيت الايجار فقد يأتي صاحب العقار ويطلب افراغ البيت في اي لحظه عدم توفر البدائل
وجهة نظر صحفي ومستأجر
ويقول الصحفي سهيل العبسي والذي يسكن في شقة بحي خور مكسر ان فوارق زيادة الايجار سنويا تصل إلى في 200% وهي زيادة ارتفعت بشكل مفاجئ العام الاخير
ويؤكد العبسي "كنت مستأجر بيت سابقا شمالي عدن ونهاية العام الماضي تفاجأت بطلب من مالك البيت يطلب فيه إخلاء المنزل وبعد خروجي منها علمت انه قام بتأجير الشقة لشخص اخر بضعف تكاليف أجرتي التي كنت أدفعها له خلال فترات سكني هناك
ويضيف العبسي ان ما يدفعه من كلفة استئجاره لشقته الحالية المكونة من غرفتين وحمام ومطبخ مبلغ سبعون الف ريال وهو ما يتسبب بتأثيرات عكسية على مستوى دخلي الشهري كون المبلغ الباهض في كلفة الايجار كانت مخصصة للعيش بالتالي اضطر بمعية اسرتي إلى الاستغناء عن اشياء اخرى ضروري نظرا لتكلفة الايجار التي تأخذ ثلثين من دخلي الشهري.
وفيما يتعلق بأسباب انعدام الشقق السكنية في عدن وانعدام الحصول عليها في ان واحد يفيد الصحفي العبسي " ان الاسباب تعود حالة النزوح الكبيرة للمدينة بالإضافة الى انتقال الحكومة والمنظمات للعمل بالمدينة والمدينة لم تكن مؤهله لاستقبال كل الوافدين حيث كانت التطوير العماري فيها متوقف منذ سنوات نتيجة الاقصاء الممارسة من النظام السابق على المدينة
وجهة نظر المؤجر(مالك البيت)
محمد باعشن والذي يملك إحدى الشقق في حي المنصورة يقول انه يقوم بتأجير شقته المكونة من (غرفتين،وصاله، ومطبخ، وحمام إضافة الى غرفة استقبال) ب 500 ريال سعودي ويخصص محمد ايراد ايجار المنزل في تغطية نفقة المعيشة خصوصا وانه لا يعتمد على مصدر دخل اخر سوى راتب بسيط في الجيش الأمر الذي يجعله يعتمد أجرة البيت كمصدر مهم لتغطية نفقات العيش هو واسرته.
ويواصل محمد حديثه ان اسباب الغلاء في ايجار البيوت "يعود إلى نزوح المواطنين من محافظات مختلفة، وكثرة العوائل، وعودة التجار المغتربين إلى مدينة عدن وما يقابلها من شح في السكن حيث تصل طلبات استئجار السكن الواحد من عشرة الى اثنا عشر طلب في الشهر، كما يعزي محمد ان اسباب الارتفاع تعود إلى ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية والمتطلبات الاخرى المنزلية وضعف العملة المحلية وهي مصفوفة ساهمت في قيام ملاك المنازل برفع الايجارات.
ويضيف محمد ان من ابرز المشكلات التي تحدث بين المؤجر والمستأجر المفاوضة بسعر الايجار وعدم التزام المستأجر بدفع الايجار الشهري بوقته المحدد.
وجهة نظر سمسار
علي حيدره والذي يعمل سمسارا بين ملاك المنازل وبين الباحثين على شقق سكنية يوضح ان اسعار الايجارات محكومة بطبيعة المكان والموقع في المدينة ففي الاحياء السكنية القريبة من الاسواق والاماكن التجارية يتراوح سعر الشقة الواحدة الغير مفروشة بين 500 سعودي ريال إلى 600 ريال سعودي وفيما اذا كانت مفروشة فيتراوح تكلفتها بين 1000 سعودي إلى 1300 سعودي
ويؤكد حيدره ان بعض العائلات تعطي نصف دخلها الشهري لسداد الايجار او ربع دخلها الشهري اذا كانت ميسورة الحال
كما يشير حيدره ان اسباب الغلاء تعود بدرجة واضحة إلى جشع التجار (ملاك المنازل) بالتزامن مع نزوح الاسر الى المدينة وعودة المغتربين الأمر الذي يدفع بالمالك الى رفع الايجار واستغلال حاجة المواطن إلى السكن
كما يختتم حيدره حديثة ان لابد من معالجات ظاهرة الطفرة في السك(ازمة السكن) واولى هذه الحلول والمعالجات ان تعمل الجهات المختصة بالحكومة إلى بناء وحدات سكنية وتحسين دخل الفرد وتوحيد سعر الايجارات بإشراف جهات مختصة بالدولة.
وجهة نظر مكتب عقارات(اصحاب العقارات)
جلال كيري مالك احدى المكاتب العقارية بمدينة المنصورة يقول ان ايجارات المنازل في عدن تشهد غلاء متزايد تصل في الشقة الواحدة إلى خمسمئة ريال سعودي، ويؤكد جلال ان ظروف الحياة الصعبة وتدني مستوى الدخل لكثير من الاسر دفع بها إلى قيامها بتأجير سكنها الأصلي في الاحياء التجارية والقريبة من الأسواق بمبالغ مالية تصل إلى 500 ريال سعودي للشقة الواحدة ولجؤها إلى استئجار مساكن عشوائية في اماكن بعيدة وبتكلفة مالية أقل من تكاليف الايجار في الاماكن المزدحمة والتجارية.
ويؤكد كيري الذي يتولى وكالة خمسين شقة مؤجرة ان الاقبال على طلبات السكن تزايدت في سنوات الاخيرة بشكل غير مسبوق حيث يصل في اليوم الواحد أكثر من خمسين طلب من الباحثين عن مساكن للإيجار وفيما يتعلق بتكاليف ايجار الشقق في حالة توفرها فيصل متوسط سعر الشقة الواحدة سبعون الف وبعضها إلى خمسمئة ريال سعودي .
ويضيف جلال ان شريحة الشباب الصاعد من ابناء عدن والمحافظات المجاورة إضافة إلى الاسر النازحة والمغتربين العائدين من السعودية يشكلون الأكثر طلبا للبحث عن مساكن وسط انعدام تام في الحصول على شقق سكنية خصوصا في الاحياء الأكثر ازدحاما في المنصورة.
ويختتم كيري حديثه ان الأسر المستأجرة والتي تعتمد في دخلها على الرواتب الشهرية الحكومية تكون الأكثر عرضة للمشاكسات والإشكاليات مع المؤجرين (ملاك المنازل) وذلك نتيجة تأخر صرف رواتب كثير من الموظفين التي تتسبب بعدم قدرة الموظف على دفع أجرة سكنه في الوقت المحدد.