آخر تحديث :السبت - 27 يوليه 2024 - 01:04 ص

من تاريخ عدن


المنيباري .. بدأ معلما وانتهى إمام مسجد

الأحد - 06 ديسمبر 2020 - 12:35 ص بتوقيت عدن

المنيباري .. بدأ معلما وانتهى إمام مسجد

عدن تايم /برهان مانع

خلف عدن مئات السنين من المدنية والعلم والخلق والابتكار وخلفها امجاد من الهامات التربوية والكفاءات التي لم تصل الى نصفها اغلب البلدان المجاورة في ذلك الزمان.

تهاون الناس في الدفاع عن تلك الكفاءات فعندما يهدم معلم واحد يهدم جيل باسره لكن عدالة السماء لا حدود لها ، لهذا سامضي مسرعا في سيرة المربي الجليل الاستاذ حسن علي محمد منيباري ، من مواليد 6/ابريل /1914م في مدينة كريتر بحافة القاضي بدأ حياته يتيم مات اباه عندما كان في بطن امه خضرة بنت رافع الشيباني وبعد موتها تربى على يد المرأة الفاضلة فطوم بنت الصائغ زوجة أخيه محمد علي منيباري احد وجهاء عدن وتجارها.
وفي عام 1933م أدخله الشيخ محمد سالم البيحاني في سلك التدريس لمادة اللغة العربية والقران الكريم والحساب كما كان يدرس ايضآ في المساء بمنزله في التواهي حافة الجزارين.

وفي عام 1943م تمكن من الحصول على منزل من بيوت الوقف في مدينة كريتر وعاش معظم حياته هناك وتحصل على شهادة المتوسطة بالانتساب تم ترقى الى نائب مدير مدرسة الخساف وقيل انه كان له الفضل في استخدام مكبر الصوت المايكرفون كأول مدير مدرسة في مدينة عدن في ذلك العهد .

وعندما تم انشاء المدرسة الاهلية بالمعلا حاليا ابوبكر الصديق عين كأول مدير لها وكان ذلك عام 1955م وفي العام نفسه منحته المنظمة العربية للتربية والعلوم فرصة تاهيلية في دورة طويلة الى بلاد المغرب العربي ومكت فيها عامين وكان معه في تلك الرحلة الدراسية زملاء منهم عبدالرحيم لقمان ويوسف السعيدي والباقر .

اكمل منيباري النجاح التربوي وعين بعدها مديرا لمدرسة السيلة حاليا المتحف الحربي ومن زملاء المهنة التربوية في مشواره الحافل سعيد مدي والنورجي ولطفي امان وغيرهم .

تميز منيباري بنشاط اجتماعي واسع بحكم وضعه الاجتماعي المميز فكان ذا صلة قربى بكثير من العائلات العدنية المرموقة منها بيت الشبيلي وبيت البار وبيت الجبلي وبيت حمزة محمود ناصر .

وفي عام 1958م رشح المنيباري كمفتش للمعارف على مدارس لحج وابين وتميز هناك في الرسالة التعليمية واشتهر بالدقة والمهنية في العمل التربوي.

ومع قيام ثورة الرابع عشر من اكتوبر وتحقيق الاستقلال الوطني طرد الاستاذ حسن منيباري من عمله كما هو حال الكثير من زملائه من ذوي الكفاءات التربوية وبحسب مقربين منه ارسلت إليه رسالة مشفوعة برصاصة حتى يقدم استقالته مرغمآ ، بينما كان يعد العدة لكي يصبح ملحق ثقافيا في احدى السفارات العربية لكن ذهب حلمه ادراج الرياح.

تتلمذ على يد منيباري العديد من الاجيال ومنهم الرئيس السابق علي ناصر محمد وهامات وطنية منهم عبدالله الاصنج ومحمد سالم باسندوة وعبدالقوي مكاوي والدكتور محمد عبدالله الشعيبي ومحمد علي احمد وجميعهم كانوا يحملون الجميل والعرفان المعلم الذي تميز بالوقار والتواضع والدبلوماسية وقوة الاقناع لكن منيباري لم يعمل في السياسة بل عمل في المجال الدعوي في المساجد واختتم حياته كإمام في مسجد الفقيه الصغير عباد الله حاليا حته وافته المنية في 30/ابريل /1982م بعد معاناة من سرطان البروستاتا وتم توديع القدير منيباري في جنازة مهيبة تخللتها دموع ابنائه وتلاميذه.