آخر تحديث :الأحد - 01 سبتمبر 2024 - 04:47 ص

من تاريخ عدن


قصة الجاسوس الاسرائيلي الذي دخل عدن في سبعينيات القرن الماضي

الجمعة - 16 سبتمبر 2022 - 10:03 م بتوقيت عدن

قصة الجاسوس الاسرائيلي الذي دخل عدن في سبعينيات القرن الماضي

رصد / عدن تايم

الكاتب سعيد عولقي يروي قصة الجاسوس الاسرائيلي
الذي دخل عدن في سبعينيات القرن الماضي

روى الكاتب الصحفي والمسرحي المعروف سعيد قصة الجاسوس الاسرائيلي باروخ مرزاحي الذي دخل باسم احمد سعيد الصباغ، تاجر مغربي ولقاءه بثلاثة من أصدقاءه الذين تعرضوا للسجن أكثر من سنة.
ولأن كثيرون من الاجيال لا تعلم ان عدن والجنوب كان محط إستهداف ضمن مخططات الموساد ، نورد هنا رواية الكاتب سعيد عولقي الذي نشرها على منصته بالفيسبوك:

"اورد الاستاذ هيثم سليمان على قناته باليوتيوب ، او هو برنامجه قصة القبض على ضابط الموساد الجاسوس الاسرائيلي باروخ مزراحي في اليمن حيث اورد ان اسف القيادة الاسرائيلية عقب حرب 1967م دار حول عدم اقدامها على احتلال جزر يمنية، ولأهمية ذلك قامت عام 1970م بارسال مركب مسلح للاستطلاع وكشف ما يمكن كشفه هناك بهذا الشأن، وقد لفت نظري الموضوع كون3 من اصدقائي كانوا ضحية خطأ امني ادى الى القبض عليهم.

وقد ذكر في البرنامج فشل باخرة الاستطلاع المسلح حيث تعرضت لهجوم مسلح ب 3 ار. بي. جي. من زورق تصدى للمركب الاسرائيلي، ثم اعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها في ذلك الهجوم!!

عموماً دخل ضابط الموساد الى عدن عام 1971م باسم احمد سعيد الصباغ، تاجر مغربي، وتجول في عدن والتقط صوراً كثيرة وكان يطيب له ارتياد مطعم ومقهى القدس المعروف في الشارع الرئيسي بالمعلا وهناك يشاء الحظ العاثر والصدفة البحتة-والتي تعبث كثيراً في قضية مزراحي هذا-ان يلتقي التاجر المغربي المزعوم بالاصدقاء الثلاثة ويتعارفون ويشربون الشاي وخلافه، ويلتقط لنفسه معهم بعض الصور التي تسببت بعد ذلك في القبض عليهم..

خرج مزراحي من عدن سليماً معافى ليسافر بعد ذلك الى شمال الوطن الحبيب كما كنا نقول دائماً قبل الوحدة.. وفي الشمال تجول احمد سعيد الصباغ-الذي هو طبعاً باروخ مزراحي-على راحته وطاف باغلب المحافظات الشمالية وصور العديد من المواقع المدنية والعسكرية، وجمع الكثير من المعلومات القيمة التي وصفت وقتها بانها كنز ثمين.. وعند انتقاله الى الحديدة وبالصدفة المحضة قابله الاخ احمد المقبلي الذي شك في ما يطرحه المذكور من اسئلة، فطلب منه اصطحابه الى مركز الشرطة، فخاف الجاسوس وعرض على المقبلي الكثير من المال ليتركه ويخلي سبيله، لكن المقبلي رفض وقد تأكد له ان المسألة فيها انه ، وعرض الموضوع على المقدم ابراهيم الحمدي الذي كان نائباً لقائد الجيش، وليس رئيساً للبلاد بعد، فالحمدي كما هو معلوم لم يقم بانقلابة وتولي سلطة الرئاسة الا في سنة1974م، وانا واثق من هذا التاريخ لأني مع زميل من اذاعة عدن كنا في بلغاريا طوال عام 1974م في دراسة لدى وكالة انباء صوفيا برس وتلقينا خبر الانقلاب ونحن هناك، المهم ان اليمن لم تحسن استجواب الجاسوس لعدم وجود جهاز استخبارات متمكن لاداء ذلك الواجب، فتم الاتصال بمصر التي اوفدت 2 من رجال مخابراتها للتحقيق مع المذكور الذي اسقط في يده حين اجرت مخابرات مصر الاستقصاء عن الهوية الحقيقية للمذكور وانكار المغرب من وجود شخص من مواطنيها بهذا الاسم، فلابد ان جوازه مزور ويزيد من الشبهات حوله.. في الأخير سلم مزراحي الى المخابرات المصرية ونقل فعلاً الى القاهرة، وقد انتج مسلسل تلفزيوني عن هذه القضية بأسم"الصفعة".

وفي1974م والتي تولى فيها ابراهيم الحمدي السلطة.. قام الرئيس المصري انور السادات بعد محاولات متكررة فشلت كلها، قام بتبادل مزراحي مع اسرائيل مقابل عشرات الاسرى العرب والمصريين.. وانتهت الحكاية فقد سلم الله سالمين.. اما اصدقائي ال3 الذين اعتقلوا بسبب تصاويرهم مع مزراحي، فقد اطلق سراحهم بعد اكثر من سنة".